الأحد, 20 أبريل 2025 04:49 AM

مريم فضول: حلبية ستينية تقود سيارة أجرة وتتحدى عقبات الحياة

مريم فضول: حلبية ستينية تقود سيارة أجرة وتتحدى عقبات الحياة
بعد أن فقدت زوجها خلال الحرب، قررت السيدة مريم فضول، وهي من مدينة حلب السورية، الاعتماد على نفسها لتوفير قوت أسرتها من خلال العمل كسائقة سيارة أجرة. مريم، البالغة من العمر 64 عاماً وأم لولدين، اختارت دخول هذه المهنة رغم ندرة عمل النساء بها في مدينة حلب، التي تُعرف بمجتمعها المحافظ. كانت مريم قد بدأت حياتها بتعلم القيادة خلسة على سيارة والدها في شبابها، مما منحها مهارة استثنائية في قيادة السيارات. لاحقاً، وبالتعاون مع زوجها، اشترت سيارة صغيرة واكتسبت خبرة واسعة في شوارع حلب. لكن عام 2012 شكّل نقلة فارقة في حياتها بعد فقدانها زوجها خلال الحرب، مما دفعها لتحمل عبء إعالة أسرتها. وإزاء إغلاق المصنع الذي كانت تعمل به، وجدت نفسها دون مصدر دخل، فاختارت مواجهة الصعوبات ودخول ميدان قيادة سيارات الأجرة. مريم، التي تنحدر من أصول أرمنية، تُعتبر اليوم نموذجاً نسائياً فريداً في مجتمعها، إذ تحدّت العادات والتقاليد لتحقق ذاتها في مهنة نادراً ما تعمل بها النساء. تميزت بابتسامتها وروحها المفعمة بالحيوية، ما أكسبها احترام الجميع. تقول مريم إن شغفها بالسيارات كان دافعاً رئيسياً لاختيارها لهذه المهنة، وعلى الرغم من بعض الانتقادات، لم تكن تهتم سوى بالاستمرار في العمل بسيارتها الصفراء من نوع "سوزوكي سيدان". تعلمت مريم العناية بسيارتها بنفسها، من تغيير الزيت إلى معالجة الأعطال، وهو ما أضاف إلى استقلاليتها وقدرتها على مواجهة تحديات المهنة. وتعتبر مريم أن خبرتها في الحياة علمتها كيف تتعامل مع الصعوبات، مؤكدة: "لم أجد أي صعوبة أثناء العمل، وأعرف كيف أتعامل مع الناس وأكسب رزقي بعرق الجبين". مريم ترى في تجربتها رسالة إلهام للنساء، تدعوهن إلى اقتحام مجالات العمل التي اعتادت المجتمعات على حصرها بالرجال. وفي حديثها، عبّرت عن رغبتها بتدريب نساء أخريات على هذه المهنة في المستقبل، لتؤكد بأن الإرادة قادرة على صنع المعجزات. اختتمت مريم حديثها برسالة ملهمة: "كل امرأة قادرة على العمل، ربما يكون العمل صعباً، لكنه يجعل المرأة أكثر قوة وصلابة في وجه تحديات الحياة. دعونا نعمل ما دمنا أحياء، فأنا أحب العمل وكسب العيش بكرامة".
مشاركة المقال: