الإثنين, 4 أغسطس 2025 07:32 PM

مسؤول إسرائيلي سابق يحذر من "كارثة سياسية" وتآكل مكانة تل أبيب بعد إخفاق "النصر المطلق" في غزة

مسؤول إسرائيلي سابق يحذر من "كارثة سياسية" وتآكل مكانة تل أبيب بعد إخفاق "النصر المطلق" في غزة

حذر عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في جيش الاحتلال، من أن إسرائيل تقترب من "كارثة سياسية وإستراتيجية عميقة" بعد مرور عامين تقريبًا على عملية طوفان الأقصى. وأشار إلى أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم، وأن تل أبيب تعاني من الإرهاق والعزلة نتيجة لفشلها في تحقيق وعدها بـ "النصر المطلق" في قطاع غزة.

وفي مقال نشره على الموقع الإلكتروني للقناة الـ 12 الإسرائيلية، أوضح يدلين أنه بعد مرور عامين على أحداث 7 أكتوبر، تواجه إسرائيل خطر الوقوع في كارثة أخرى تتجاوز الهزيمة العسكرية لتشمل خسارة سياسية وإستراتيجية طويلة الأمد.

وأكد أن المطالبين بـ "نصر مطلق" والذين وعدوا بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى، وصلوا إلى وضع لا تزال فيه الحركة تسيطر على غزة دون وجود بديل، بينما لا يزال الأسرى محتجزين في القطاع.

وأضاف أنه على الرغم من تحقيق ما وصفه بـ "إنجازات عسكرية في لبنان وسوريا وإيران وحتى غزة"، فإن "إسرائيل لا تبدو اليوم منتصرة، بل منهكة ومعزولة، ومنغمسة في ساحة دون هدف سياسي واضح لها".

وشدد يدلين على أن الوعد بـ "نصر مطلق" لم يكن واقعيًا منذ البداية، وأوضح أنه "لم يتحقق في أي حرب حديثة منذ عام 1945". ويرى أن استمرار الحرب الحالية دون خطة سياسية واضحة سيحول إسرائيل إلى "دولة منبوذة" بعد أن كانت تعتبر "ضحية" في بداية الحرب.

ولفت إلى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء إسرائيل، بدأ في اتخاذ خطوات أحادية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأشار إلى أن أي حكومة يجب أن "تسعى إلى حروب سريعة ذات إنجاز عسكري واضح، يمكن تحويله إلى إنجاز سياسي".

وانتقد يدلين حكومة بنيامين نتنياهو، المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، متهمًا إياها بالفشل في استثمار الدعم الأميركي والدولي الذي حظيت به بعد صفقة الأسرى السابقة لتحقيق تسوية سياسية. وأشار إلى أن نتنياهو "رفض الدخول في مفاوضات حول إنهاء الحرب أو مناقشة اليوم التالي لغزة"، مما سمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها وتعزيز مكانتها.

وأوضح المسؤول العسكري السابق أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان في البداية من أبرز داعمي إسرائيل، "بدأ يفقد صبره".

وأضاف أن "السياسة في الولايات المتحدة تتغير، فهناك معسكرات معادية لإسرائيل وهي تزداد قوة، بينما يتراجع دعم إسرائيل إلى أدنى مستوياته التاريخية".

ودعا يدلين إلى تبني ما وصفه بـ "النصر الذكي"، من خلال إعلان إنهاء الحرب بشكل مدروس بدعم دولي، وإبرام صفقة شاملة للإفراج عن الأسرى دفعة واحدة، وربط إعادة إعمار غزة بنزع سلاح حماس كليًا، والحصول على ضمانات أميركية تتيح لجيش الاحتلال مواصلة عملياته ضد من يعتبرهم مسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر.

وختم بالقول إن استمرار الحكومة في تبني شعار "النصر المطلق" سيقود إسرائيل إلى "7 أكتوبر سياسي"، داعيًا إلى تغيير النهج نحو مسار يضمن استعادة زمام المبادرة وإعادة تأهيل مكانة الاحتلال دوليًا.

مشاركة المقال: