السبت, 15 نوفمبر 2025 03:24 PM

مستشفى معرة النعمان في إدلب: من رماد الحرب إلى منارة أمل للمرضى

مستشفى معرة النعمان في إدلب: من رماد الحرب إلى منارة أمل للمرضى

بعد عقد من الزمن خلفه دمار حرب النظام المخلوع على الشعب السوري، يتطلع مستشفى معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب) إلى استعادة حيويته. القصف المتكرر حوّل هذا الصرح الطبي البارز في الشمال السوري إلى ركام، شاهدًا على مأساة إنسانية لا تزال آثارها باقية.

تأسس المستشفى عام 1984 في مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وكان قبل الحرب مركزًا صحيًا حيويًا في الشمال السوري، يقدم خدماته لآلاف المرضى في أقسام الطوارئ والجراحة والولادة وصحة الأطفال. لكن مع تصاعد هجمات قوات النظام التي استهدفت المرافق المدنية والطبية، تعرض المستشفى لسلسلة غارات جوية مباشرة، أدت إلى تدميره وتوقفه عن الخدمة.

في تلك الفترة، فاقمت أزمة نقص الوقود والمستلزمات الطبية المعاناة، وتسببت في وفاة عدد من المرضى، بمن فيهم رضع في الحاضنات، نتيجة انقطاع الكهرباء ونقص الأدوية. وفي عامي 2017 و2018، توقفت خدمات المستشفى تمامًا بسبب القصف المكثف، قبل أن تتعرض معداته وموارده لعمليات نهب واسعة إثر سيطرة قوات النظام على المدينة عام 2019.

وعلى الرغم من محاولات العديد من المنظمات الإنسانية في السنوات الأخيرة لإعادة تأهيل المستشفى، إلا أنه لا يزال حتى اليوم رمزًا حيًا للدمار الذي لحق بالبنية الصحية في الشمال السوري. يحتاج المستشفى إلى دعم طويل الأمد وتجهيزات طبية وكوادر مؤهلة ليعود إلى العمل بكامل طاقته.

استهداف المدنيين والمستشفيات

قال محمد المعري، أحد سكان معرة النعمان، لوكالة الأناضول، إن قوات النظام المخلوع وروسيا "استهدفتا خلال سنوات الحرب المدن والمرافق المدنية بشكل ممنهج، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والأسواق". وأضاف أن "الطائرات الروسية كانت تقصف حتى فرق الدفاع المدني أثناء محاولتها إنقاذ الجرحى من تحت الأنقاض".

وشدد على أن مستشفى معرة النعمان الوطني كان من بين أبرز المنشآت التي تعرضت للقصف المتكرر بالصواريخ. وأوضح المعري أن المستشفى، الذي كان يستقبل الجرحى من المدينة والقرى المحيطة، دُمّر بالكامل وتضررت معداته الطبية نتيجة الغارات. وأشار إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المراكز الطبية، إلا أن النظام وروسيا، وفق المعري، "جعلا من قصف المستشفيات والمدارس استراتيجية ثابتة في حربهما ضد المدنيين".

إخراج المستشفى من الخدمة

بدوره، قال حمزة علوان، العامل في القطاع الصحي وهو من أبناء المدينة، إن مستشفى معرة النعمان الوطني كان المنشأة الطبية الرئيسية في المنطقة ويمثل شريان الحياة لعشرات القرى والبلدات المجاورة. وأوضح علوان أن النظام المخلوع وحلفاءه من روسيا وإيران "استهدفوا المستشفى مرات عدة بالغارات الجوية وقذائف المدفعية". وأشار إلى أن تلك الهجمات كانت جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى شلّ الخدمات الصحية وإرهاب المدنيين.

وأضاف: "رغم الأضرار الجسيمة، كانت الفرق الطبية المحلية تحاول في كل مرة إصلاح المستشفى وإعادته إلى العمل لاستقبال الجرحى خلال فترات القصف المكثف. فقد كان مجهزًا بكوادر طبية مدربة ومعدات حديثة، وهو ما جعله هدفًا مباشرًا للهجمات". ولفت علوان إلى أن المستشفى تعرض لدمار واسع خلال آخر موجة من الهجمات قبل تهجير سكان المدينة قسرًا. وأكد أن إعادة تشغيله اليوم تتطلب جهودًا دولية كبيرة ودعمًا لوجستيًا مستدامًا.

وفي ختام حديثه قال: "إذا أُعيد افتتاح المستشفى مجددًا، ستستعيد معرة النعمان ومحيطها إمكانية الوصول إلى خدمات طبية آمنة ومنتظمة، وهو ما يحتاجه الأهالي بشدة بعد سنوات من الحرب والنزوح".

الأناضول

مشاركة المقال: