ريف دمشق-سانا: على خشبة مسرح المركز الثقافي في جرمانا، استُحضرت قضية المغيبين قسراً من خلال قراءات لنصوص بعنوان "لا يزالوا يسكنوننا"، استذكرت أبرز رموز هؤلاء المغيبين، وعلى رأسهم رزان زيتونة ورفاقها.
العرض، الذي أخرجته الفنانة حنان شقير وحضره جمع من الممثلين والأدباء، شهد تبادل الممثلين رنا كرم ورغدة الخطيب وفرح الدبيات ومجد المقبل قراءة نصوص بلسان رزان ورفاقها المغيبين سميرة الخليل وناظم حمّادي ووائل حمادة، الذين لا يزال غيابهم القسري منذ اثنتي عشرة سنة جرحاً نازفاً في الذاكرة السورية.
المخرجة حنان شقير أوضحت في تصريح لسانا أن العرض يمثل رسالة لإيصال أصوات المغيبين قسراً، وإبقاء قضيتهم حاضرة، من خلال تسليط الضوء على رحلتهم السياسية ومرحلة اعتقالهم على يد النظام السابق ثم إطلاق سراحهم، وصولاً إلى قيام الثورة السورية وانتقالهم إلى مدينة دوما، حيث أسسوا مركزاً لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ثم اختفائهم سنة 2013.
وأكدت شقير على قوة الفن كأداة للحديث عن هؤلاء المغيبين وغيرهم، مشيرة إلى وجود عدد كبير من المختفين الذين يستحقون الذكر وإيصال قصصهم للناس.
من جهتها، اعتبرت الممثلة رنا الكرم أن الفن والمسرح يلعبان دوراً كبيراً في نقل قصص المشاركين في الثورة السورية، وأن مشاركتها في العرض تمثل تحية لأرواح الشهداء وأهاليهم، داعية كل سوري إلى تقديم شيء من خلال عمله لترميم سوريا وتخليد ذكرى المغيبين قسراً ومعرفة مصيرهم وتوثيق حياتهم.
أما الممثلة رغدة الخطيب، فأهدت مشاركتها لأرواح الأشخاص الموجودين معنا رغم اختفائهم وعدم معرفة مصيرهم، ولكل المعتقلين والمغيبين قسراً، ودعت إلى محاسبة القتلة والاقتصاص منهم وإرجاع الحقوق لأصحابها.
كما عبرت الممثلة فرح الدبيات عن سعادتها لاختيارها في قراءات هذه النصوص لما لها من أهمية شخصية وفنية واجتماعية، معتبرة إياها فرصة للحديث عن المغيبين الأربعة في دوما احتراماً لأرواحهم، ودعوة للحديث عن جميع المغيبين في كل سوريا.
ولا تزال قضية المغيبين والمعتقلين قسراً قضية رأي عام، تحتاج إلى تكثيف جهود الجميع أفراداً ومؤسسات، للبحث عنهم ومعرفة مصيرهم.