أصدر مؤخراً أربعة من المشايخ الأفاضل في الساحة السورية بياناً هاماً يتماشى مع النص القرآني والسنة النبوية. المشايخ هم: الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتي الجمهورية العربية السورية، والشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، والشيخ أحمد معاذ الخطيب، وشيخ قرَّاء بلاد الشام الشيخ محمد كريم راجح.
تضمن البيان دعوة صريحة إلى نبذ الثأر والانتقام، مؤكدين أن ذلك يمثل ظلماً كبيراً وإرضاءً للشيطان وتغذية للفتنة. وشددوا على حرمة دم السوري وماله وعرضه، بصرف النظر عن انتمائه الطائفي (سني، علوي، درزي، مسيحي..)، مؤكدين أن الدولة وحدها هي المخولة بأخذ الحقوق وإعادتها لأصحابها، وأن المخطئ وحده هو من يجب أن يحاسب، وليس طائفته.
كما دعا المشايخ إلى التوحد ونبذ الخلافات، محذرين من محاولات الشياطين لتخريب العيش المشترك، وشددوا على أهمية الامتناع عن التفاعل مع أي منشور يحرض على الفتنة والاستفزاز والتخوين، وعدم الانجرار وراء الإشاعات، مؤكدين أن معظم الفتن تقف وراءها جيوش الكترونية معادية للشعب السوري.
وأكد البيان أن خطأ فرد أو أكثر لا يمثل ذنب طائفته، وأن عدو السوريين الحقيقي هو الجهل والظلم والفقر والطائفية والفساد والجريمة والثأر والانتقام والمظاهر المنفلتة. ودعوا إلى الاقتداء بأخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل على إلغاء المظاهرات والمسيرات العشوائية.
وأشار البيان إلى أن توجيهات مماثلة صدرت سابقاً، ولكن الحاجة اقتضت التذكير بها مرة أخرى، مؤكدين على أهمية الإصلاح بين الإخوة والتقوى.
كما لفت البيان إلى وجود بعض التصرفات الفردية المسيئة المخالفة لهذه التوجيهات، محذراً من الأنفس الشريرة التي تضع نفسها في مصاف الخيرين وتتصرف بسوء، ومشدداً على أهمية التمسك بالفقه الأساس والنص القرآني والسنة النبوية ورؤى الكبار الأخيار.
وأكد البيان على أهمية ملاحقة السلطات الرسمية لمرتكبي الجرائم، وإعادة الحقوق لأصحابها، مشدداً على الحاجة الماسة لمتابعة تنفيذ التوجيهات الصادرة عن المشايخ والمسؤولين، والاستنكار السريع والشديد لكل ما يخالفها، وتنظيم ملتقيات دورية بين المسؤولين والمواطنين لتوجيه الناس لما فيه خيرهم، ومراقبة وملاحقة مثيري الفتن والضغائن والمتكلمين بالألفاظ المتناقضة مع التوجيهات العليا، وعقد لقاءات دورية بين رجال الدين من مختلف الطوائف لتأصيل المزيد من التفاهم الوطني الميداني.
وختم البيان بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى هو رب العالمين ورب كل الناس، وليس رب فئة دون أخرى.
الكاتب: عبد اللطيف عباس شعبان، عضو في اتحاد الصحفيين (اخبار سوريا الوطن-1)