بعد سنوات من التوقف، أحيا نادي مصياف الرياضي كرنفالاً رياضياً تكريمياً للاعبي كرة السلة القدامى، وذلك لأول مرة منذ تحرير المدينة. شهد الحدث مشاركة واسعة من أهالي المدينة والأندية الرياضية المجاورة، في خطوة تهدف إلى إعادة الروح المجتمعية والرياضية إلى مصياف بعد سنوات من الحرب والمعاناة.
أقيم الكرنفال يوم الجمعة على أرض النادي الرياضي في مدينة مصياف بريف حماة الغربي، وتضمن برنامجاً فنياً ورياضياً متنوعاً، وسط أجواء احتفالية شاركت فيها مختلف الفئات العمرية. جمع الحضور بين مشاعر البهجة والحنين إلى الماضي، حيث كانت الرياضة جسراً يربط بين الناس.
برنامج حافل بدأ بالفن والرياضة
افتتح الكرنفال بفقرة رقص "زومبا" قدمتها المدربة إخلاص نعوف، تلتها مباراة بين فريق الإناث تحت سن 14 عاماً من نادي مصياف ونظيره من نادي القدموس. قدمت اللاعبات الصغيرات أداءً مميزاً يعكس الاهتمام المتزايد بالرياضة النسائية في المنطقة. بعد المباراة، قدمت فرقة محلية فقرة رقص باليه للصغيرات، أعقبتها فقرة ثانية من الباليه، مما أضفى طابعاً فنياً على الفعاليات.
بعد ذلك، جرى تكريم مجموعة من القامات الرياضية التاريخية في لعبة كرة السلة بمدينة مصياف، من بينهم: فريد جابر، ونزار بازو، ومعد شوباصي، وياسر شحادة، ونضال غضنفر، إضافة إلى تكريم ذكرى عدد من الشخصيات المعروفة والمؤثرة في هذا المجال. اختتم الكرنفال بمباراة جمعت قدامى لاعبي نادي مصياف بنادي القدموس، والتي كانت اللحظة الأجمل في الحدث، حيث تفاعل الجمهور بشكل كبير مع كل لقطة على أرض الملعب، واستعادوا ذكريات سنوات مضيئة لرياضة السلة في المدينة، وفقاً لمراسل منصة سوريا ٢٤ في حماة.
فريق مدى التطوعي: شريك في التنظيم
أكد علي محمود حمامة، مدير الفريق التطوعي "مدى"، أن مشاركة الفريق في تنظيم الكرنفال جاءت بهدف دعم مثل هذه المبادرات المجتمعية. وأضاف: "يفخر فريق مدى بمساهمته الفاعلة في تنظيم الكرنفال الذي أقيم في نادي مصياف الرياضي، حيث شارك أعضاؤه في استقبال الضيوف وتنظيم الفعاليات، لضمان تجربة سلسة ومشرّفة للحضور". وتابع: "نؤمن بأن العمل الجماعي وروح المبادرة هما سرّ نجاح أي حدث مجتمعي، ونتطلع دائماً إلى دعم الأنشطة التي تعزز الحياة الثقافية والرياضية في مدينتنا".
الكرنفال يبث الأمل
أشاد الدكتور عمار حسامو، رئيس شعبة الهلال الأحمر السوري في مصياف، بتنظيم الكرنفال، مشيراً إلى أنه جاء في وقت يحتاج فيه الأهالي إلى الطاقة الإيجابية، بعد الحرائق التي طالت جبال المدينة مؤخراً. وقال حسامو: "الكرنفال كان لفتة مميزة في هذا الوقت، ببعث الأمل والطاقة الإيجابية، وبالذات لمدينة كانت تعيش خيبة وألم في الأيام الماضية بسبب الحرائق التي طالت جبالها، حيث تواجدنا كنقطة إسعافية بمعداتنا البسيطة لتكون يدنا بيد المنظمين للكرنفال الرائع. واجهتنا إصابتان بسيطتان وتم التعامل معهما فورًا في الموقع نفسه". وأضاف: "الشكر الكبير للمُنظمين ولإدارة النادي الرياضي في مصياف وللاعبين والحضور بالطبع، ونشاء الله نكون دائمًا يدنا بيد كل من يتمنى الخير لهذا البلد".
الهدف كان التكريم والتواصل
أوضح أشرف الحلاق، عضو اللجنة الفنية لنادي مصياف الرياضي لكرة السلة، أن "فكرة الكرنفال الأساسية هي تكريم قامات رياضية لها تاريخ عريق في اللعبة. حاولنا من خلال هذا الكرنفال تذكير جماهيرنا بلاعبيها القدامى، وقمنا بشكر قاماتنا العريقة التي أسهمت في صنع تاريخ رياضة السلة لدينا". وأكد الحلاق أن النجاح تحقق بفضل التعاون مع الهلال الأحمر السوري وفريق مدى التطوعي، إضافة إلى الدعم المادي والهدايا التذكارية من "الأيادي البيضاء"، موجهاً الشكر لنادي مصياف الرياضي على الاستضافة. يمثل هذا الكرنفال خطوة جديدة نحو إعادة تفعيل الحياة الرياضية والمجتمعية في مدينة مصياف، ويعكس حالة التفاؤل التي بدأت تعود إلى المناطق التي شهدت تدميراً كبيراً، من خلال مبادرات شبابية ومجتمعية تحمل رسائل الأمل والعمل المشترك.