شهد مطار ميونيخ مساء الخميس حالة من الفوضى إثر إنذار أمني بوجود طائرات مسيّرة تحلق في المنطقة المحيطة به. تسبب هذا الإنذار في إلغاء 17 رحلة جوية، وتحويل مسار 15 رحلة أخرى إلى مطارات بديلة.
من بين الرحلات المتأثرة، رحلة تابعة لشركة الطيران البرتغالية TAP قادمة من لشبونة، والتي تم تحويلها إلى العاصمة النمساوية فيينا. كان على متن هذه الرحلة المتحدث الحكومي السابق بيلا أندا (62 عاماً).
وفي تفاصيل الساعات التي قضاها الركاب داخل الطائرة، قال أندا: "قبل الهبوط بقليل، أُعلن عبر مكبرات الصوت: سيداتي وسادتي، لن نتمكن من الهبوط في ميونيخ، المطار البديل هو فيينا، والسبب هجوم بطائرات مسيّرة." وأضاف أن الركاب لم يبدوا ذعراً، بل حالة من الدهشة والتململ، بينما حرص طاقم الضيافة على تهدئتهم والتحدث معهم.
عند الهبوط في فيينا قبيل منتصف الليل، تفاجأ الركاب بأن الفنادق ممتلئة بالكامل. ثم كانت المفاجأة الأخرى: "قيل لنا فجأة إن الطائرة ستتزود بالوقود وتعود إلى لشبونة. عندها ثار غضب الركاب واحتجوا، فسمحت الشركة لمن يرغب بالنزول."
اختار نحو ثلث الركاب العودة إلى البرتغال وانتظار رحلة جديدة صباحاً إلى ميونيخ، مما أضاف سبع ساعات سفر إضافية. بقيت أمتعة جميع الركاب على متن الطائرة وعادت إلى لشبونة قبل أن تُنقل لاحقاً إلى ميونيخ. وأعرب بعض المسافرين عن يأسهم خشية فقدان رحلاتهم اللاحقة من ميونيخ.
قضى أندا ليلته في مطار فيينا، وغادر على متن أول رحلة إلى ميونيخ عند الساعة السادسة صباحاً، معرباً عن امتنانه لطاقم الطائرة "الذي بذل كل ما بوسعه للتخفيف من الموقف".
أفادت الشرطة بأن الحركة الجوية في ميونيخ توقفت ابتداءً من الساعة 22:30، بعد رصد خمس طائرات مسيّرة في محيط المطار منذ الساعة 19:30. وحتى الآن، لم يتم العثور على الطائرات ولا على مشغليها رغم عمليات البحث.