طالب ناشطون وناشطات في مجال حقوق الإنسان وحرية الصحافة بالكشف الفوري عن مصير الصحفي “أكرم صالح”، مراسل قناة الثامنة CH8 العراقية الكردية، والمصور “جودي محمد”، اللذين فُقد الاتصال بهما مساء أمس الثلاثاء خلال تغطيتهما الميدانية للأحداث في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، والتي شهدت توترات أمنية خلال اليومين الفائتين.
ووفقاً لتقارير متطابقة من المرصد السوري لحقوق الإنسان، وشبكة الصحفيين الكرد السوريين، وشبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، فإن الصحفيين كانا يقومان بمهامهما بتراخيص رسمية صادرة عن وزارة الإعلام السورية، قبل أن ينقطع الاتصال بهما دون أي إعلان رسمي من الجهات الأمنية أو الوزارات المعنية عن وضعهما أو مكان احتجازهما. ودعا المرصد السوري وزيري الداخلية والإعلام للكشف عن مصيرهم والإفراج الفوري عنهما بحال كانا موقفَين لدى السلطات.
بدورها أعربت “شبكة الصحفيين الكرد السوريين” في بيان رسمي، عن قلقها البالغ إزاء الغموض المحيط بمصير الصحفيين، مطالبة كل من وزارتي الإعلام والداخلية في الحكومة السورية الجديدة، بالإضافة إلى الجهات الأمنية والعسكرية المعنية، باتخاذ إجراءات عاجلة للكشف عن مكان الصحفيين وضمان سلامتهما. وذكرت الشبكة أن الصحفيين يعملان بتراخيص رسمية صادرة عن وزارة الإعلام والمكاتب الإعلامية التابعة لها، كما دعت المنظمات الإعلامية والحقوقية المحلية والدولية إلى التضامن الفوري والضغط على الجهات المعنية للكشف عن مصير الصحفيين وضمان عودتهما سالمين.
في السياق ذاته، أصدرت شبكة “رصد لحقوق الإنسان” بياناً حمّلت فيه الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عن سلامة الصحفيين، وقالت إن «استمرار حالات الإخفاء القسري ضد الصحفيين والناشطين يمثل انتهاكًا جسيمًا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية». وأكدت الشبكة أن حماية حرية الصحافة ليست خياراً، إنما التزام قانوني وأخلاقي يقع على عاتق السلطات الرسمية، ويجب احترامه وتطبيقه دون تمييز، واعتبرت أن «الإفلات من العقاب في مثل هذه الحالات يشجع على تكرار الانتهاكات، ويقوّض بيئة العمل الصحفي الحر والآمن في البلاد».
وفي وقت سابق من آذار الماضي، قال مراسل قناة “” الفضائية “زيور شيخو” إنه تعرض للاعتقال عدة ساعات على يد قوات “الأمن العام” أثناء تغطيته توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين في مناطق الساحل السوري. ونقلت القناة عن مراسلها أنه تم تفتيش جهازه الخليوي أثناء تسجيله حديث الأهالي عن الانتهاكات التي تعرّضوا لها في الساحل، في انتهاك لحرية العمل الصحفي قبل أن يعود “شيخو” والفريق الإعلامي المرافق له إلى مقر القناة في “الحسكة”.
يأتي هذا في وقت كان سقوط النظام قد شكل فرصة تاريخية لاستعادة واحترام حقوق الصحفيين وحرياتهم وحمايتهم من التضييق والتهديدات التي تمس عملهم الصحفي.