الأحد, 4 مايو 2025 08:36 PM

مع تدهور الأوضاع المعيشية.. إقبال متزايد على المنظفات "الفرط" الرخيصة في أسواق دمشق رغم مخاطرها

مع تدهور الأوضاع المعيشية.. إقبال متزايد على المنظفات "الفرط" الرخيصة في أسواق دمشق رغم مخاطرها

خاص|| في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها دمشق، يتجه العديد من الأهالي لشراء مواد التنظيف "الفرط" من البسطات المنتشرة في الأسواق، رغم كونها مجهولة المصدر، وقد تكون منخفضة الفعالية ولها آثار صحية سلبية.

خلال جولة لمراسلة "أثر" في بعض أسواق دمشق، لوحظ انتشار باعة يفترشون الأرصفة لبيع المنظفات "الفرط"، بالإضافة إلى سيارات جوالة تبيع هذه المواد دون رقابة.

أبو أحمد، بائع متجول عبر سيارة، يوضح لـ "أثر" أنه يبيع "سائل الجلي، صابون اليدين، شامبو الجسم، المعطر، الفلاش، الكلور، قاشط الجدران، مطهر الحمامات، طارد الحشرات، المحارم الورقية، فوط الأطفال وغيرها"، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف عن المحلات بحوالي 50%.

ويضيف: "هناك إقبال على شراء المنظفات "الفرط" بسبب تردي الأوضاع المعيشية، حيث يبحث الناس عن بدائل للأساسيات التي يحتاجونها"، مبيناً أن سائل الجلي يتوفر بثلاثة أنواع، بأسعار تتراوح بين 2500 و 6000 ليرة سورية، بينما تباع العبوة في المحلات بـ 9000 ليرة سورية.

بائع بسطة آخر ذكر أن "سعر كيلو صابون اليدين 5000 ليرة سورية، بينما الصابونة الواحدة في المحلات بـ 3000 ليرة، والمعطر السائل بـ 4000 ليرة بينما في المحلات يباع بـ 8000 ليرة سورية، والمعطر الجامد بـ 3500 ليرة سورية، وشامبو الاستحمام بـ 11 ألف ليرة سورية بينما أقل عبوة في المحلات تباع بـ 35 ألف ليرة سورية، وفي الصيدليات هناك أنواع أجنبية تباع بـ 40 ألف ليرة سورية، أما قاشط السجاد والجدران والأفران فسعره 10000 ليرة سورية لعبوة سعة 4 كيلو، ومبيض الغسيل بـ 5000 ليرة سورية للكيلو بينما في المحلات سعر كيلو المبيض لوحده دون إضافات بـ 13 ألف ليرة سورية".

وعن مصدر هذه المنتجات، أفاد بعض باعة البسطات: "نأخذها من تاجر متخصص، بعضها مصنوع منزلياً في ورش صغيرة، وبعضها الآخر بقايا معامل تبيع بالجملة".

من جهتها، بينت أم أمجد، ربة منزل، أنها كانت تشتري كافة منتجاتها مختومة، لكنها اضطرت بعد تركها العمل إلى البحث عن البدائل والشراء بالفرط أي الكميات التي تحتاجها، معتمدة على ما يجنيه أولادها من أعمالهم الحرة.

وأضافت: "سعر كيلو المحارم 20 ألف ليرة سورية ويكفي لمدة شهر، بينما كيس المحارم المختوم سعره 11 ألف ليرة سورية وبالكاد يكفي أسبوع، لذلك وجدت أن شراء الفرط أوفر بكثير من المحلات بالرغم من معرفتي بأضراره على الجلد والبشرة إلا أنني مضطرة لذلك".

مهران، صاحب سوبر ماركت، أوضح لـ"أثر" أن المواد المختومة تختلف في سعرها عن الحرة أو (غير المختومة) من حيث فعاليتها وصلاحيتها ومسؤولية الشركة المنتجة عنها، مضيفاً: "فمثلاً: فوط الأطفال سعة الكيس المختوم 40 قطعة يباع بسعر 60 ألف ليرة سورية (بعد انخفاض سعره) بينما في السيارة الجوالة قد يكون سعر الكيلو منه 30 ألف ليرة سورية ويزن أكثر من 70 قطعة، ولكن السلبيات التي تعاني منها المنتجات الحرة (الفرط) هي أنها بدون اسم أو ماركة وبدون مدة صلاحية وغير معروفة وبالتالي صاحب السيارة لا يتحمل أي مسؤولية فمهمته تنحصر في البيع فقط".

يشار إلى أنه في الفترة الماضية، انتشرت البسطات بعشوائية في شوارع وطرقات وعدد من الساحات العامة في دمشق، محملة بأنواع كثيرة من الأغذية والمعلبات والمعسل وأدوات التنظيف والشوكولا وغيرها.

وفي نيسان الفائت، أزالت محافظة دمشق الإشغالات العشوائية /البسطات/ المنتشرة على الطرقات والأرصفة والأملاك العامة في مناطق عدة بالمدينة، مؤكدة أنه تمت إزالة هذه الإشغالات لما تسببه من ازدحام ومضايقات لحركة المشاة ومرور السيارات وتشويه المنظر العام.

وفي وقت سابق، أمهلت محافظة دمشق أصحاب البسطات المخالفة المنتشرين في عدد من أحياء العاصمة لإزالة إشغالاتهم والتعديات على الأرصفة والطرقات والأملاك العامة، تحت طائلة الإزالة والمصادرة.

وأوضحت المحافظة أنه تم تخصيص أكثر من 10 مواقع موزعة على مختلف أحياء العاصمة، بما يضمن استيعاب جميع الإشغالات وتنظيمها بطريقة تلائم مختلف الشرائح وتراعي طبيعة كل حي.

مشاركة المقال: