الأحد, 17 أغسطس 2025 10:25 PM

مع تقنين الكهرباء: الطاقة الشمسية تعود بقوة في إدلب كحل بديل

مع تقنين الكهرباء: الطاقة الشمسية تعود بقوة في إدلب كحل بديل

إدلب – سماح علوش: بعد ثلاث سنوات من الإهمال، قرر محمود ديب، المقيم في مدينة إدلب شمالي سوريا، إعادة الحياة لمنظومة الطاقة الشمسية لديه. السبب؟ ساعات التقنين التي فرضتها شركة الكهرباء "green energy" على مناطق إدلب وأريافها، بالإضافة إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، دفعته، كما فعل الكثيرون، للبحث عن مصادر بديلة للطاقة.

قبل وصول الكهرباء التركية، اعتمد سكان الشمال السوري، أو ما كان يُعرف بـ"المناطق المحررة"، على الطاقة الشمسية كمصدر رئيس للكهرباء، وذلك بسبب قطع الكهرباء السورية من قبل النظام السوري. ازدهرت أسواق الطاقة الشمسية حينها، لكن هذا الازدهار تراجع سريعًا مع توفر الكهرباء التركية، التي أعفت السكان من عناء تبديل البطاريات وإصلاح الأعطال.

أسباب زيادة التقنين

أوضح إبراهيم حميجو، مدير فرع إدلب في شركة "green energy"، عبر الصفحة الرسمية للشركة على "فيسبوك"، أن السبب الرئيسي لزيادة التقنين هو الحمولة الزائدة على الاستطاعة الكهربائية المستجرة من الجانب التركي. وأضاف أن الشركة طلبت استجرار 100 ميجاواط ساعي إضافية لتغطية الحاجة، لكن تأخر الجانب التركي في تنفيذ المطلوب أدى إلى زيادة ساعات التقنين، التي تجاوزت الساعتين يوميًا.

إقبال متزايد على مستلزمات الطاقة الشمسية

أكد محمد جراد، مدير شركة للطاقة الشمسية، أن الإقبال على شراء مستلزمات الطاقة الشمسية، من بطاريات وألواح وأجهزة محولة (إنفرتر)، تضاعف مقارنة بالسنوات السابقة، وعزا ذلك إلى "الاستقرار السياسي" الحالي، بالإضافة إلى ساعات التقنين الطويلة. وبدوره، أشار عامر كشكش، صاحب شركة لبيع وتركيب مستلزمات الطاقة الشمسية، إلى أن عودة المغتربين إلى سوريا ساهمت أيضًا في زيادة الإقبال، معتبرًا أن البطاريات هي الأكثر مبيعًا بسبب الحاجة إلى استبدالها بعد انتهاء عمرها الافتراضي.

ولفت كشكش إلى أن الإقبال على شراء مستلزمات الطاقة الشمسية من باقي المحافظات السورية أكبر من إدلب، حيث يلجأ الكثيرون إلى شرائها من الشمال السوري بسبب انخفاض الأسعار مقارنة بمناطقهم. وأرجع محمد جراد هذا التوجه إلى الخبرة المتوفرة لدى أصحاب الشركات في المنطقة وتعددها، بالإضافة إلى المنافسة بينهم لتقديم أسعار أفضل.

ارتفاع طفيف في الأسعار

يقول محمود، الذي يعيش في منزل بغرف صغيرة تفتقر إلى التهوية الجيدة، إن تقنين الكهرباء دفعه لإعادة تشغيل منظومة الطاقة الشمسية التي اشتراها منذ سنوات. وقد لاحظ ارتفاعًا طفيفًا في الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية بسبب زيادة الإقبال، بالإضافة إلى توفر أنواع جديدة من البطاريات لم تكن موجودة سابقًا. اشترى محمود بطارية "ليثيوم" بتكلفة 450 دولارًا، بناءً على نصيحة العاملين في هذا المجال، وهي قادرة على تشغيل الثلاجة والغسالة والمروحة وغيرها من الأجهزة الكهربائية.

وبحسب عامر كشكش، تختلف أسعار البطاريات بحسب النوعية والاستطاعة والحجم، حيث تتراوح الأسعار بين 50 دولارًا و2000 دولار لبطاريات "الليثيوم"، التي تتميز بـ"عمرها الطويل". أما أسعار الأجهزة المحولة، فتبدأ من 100 دولار وتصل إلى 1000 دولار للأجهزة الصناعية. وتختلف نوعية الكوابل بحسب نظام الطاقة، لكن الأكثر استخدامًا هو الكابل بقطر ستة ملمترات، ويبلغ سعره 75 سنتًا للمتر الواحد. وفيما يخص ألواح الطاقة، تتراوح الأسعار بين 15 دولارًا للألواح المستعملة و100 دولار للألواح الجديدة، وذلك بحسب الجودة والاستطاعة.

التكلفة حسب الحاجة

المهجرون والنازحون العائدون إلى أرياف إدلب هم الأكثر طلبًا للطاقة الشمسية، سواء للاستخدام المنزلي أو الزراعي. قرر عبد الجليل ياسين شراء منظومة لتشغيل مضخة الماء من البئر لري أرضه في ريف معرة النعمان، لتكون مصدر رزق له ولعائلته وليتمكن من إعادة بناء منزله المدمر. وبعد البحث، وجد أن التكلفة تتراوح حسب الحاجة، حيث تتطلب زيادة الاستجرار إضافة ألواح وجهاز محول صناعي باستطاعة أكبر، لتصل التكلفة إلى حوالي 3000 دولار. وبحسب جولة لعنب بلدي، تتراوح تكلفة الطاقة المنزلية باستطاعة متوسطة بين 500 و1500 دولار، وتختلف بحسب نوع البطاريات والجهاز المحول ونوع الألواح.

نصائح لزيادة عمر الطاقة الشمسية

قدم محمد جراد بعض النصائح لمستخدمي الطاقة الشمسية، من أهمها معرفة قدرة المنظومة والتعامل معها على هذا الأساس، وتفقد الألواح وغسلها بعد غروب الشمس للحفاظ على الخلايا. كما نصح بالفحص الدوري للأسلاك والتوصيلات والتحقق من سلامتها، ووضع البطاريات في مكان بارد وجيد التهوية لتجنب التلف بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وأخيرًا، يُنصح بتجنب التفريغ الكامل للبطاريات وترك نسبة شحن لا تقل عن 30% للحفاظ على عمرها.

مشاركة المقال: