تعود الحياة تدريجياً إلى معرة النعمان، مدينة أبي العلاء المعري في ريف إدلب الجنوبي، بعد سنوات من التهجير القسري. رغم الدمار وصعوبة الأوضاع، تشهد المدينة عودة ملحوظة للسكان المهجرين من مناطق النزوح في إدلب.
شهدت الفترة التي تلت عيد الفطر حركة عودة كبيرة مقارنة بالفترة السابقة. وتشير مصادر محلية إلى عودة حوالي 3000 عائلة في أول أسبوعين بعد العيد، بينما عادت حوالي 1000 عائلة في الفترة التي سبقت العيد. وباحتساب متوسط 5 أفراد للعائلة، يقترب عدد سكان المدينة حالياً من 40 ألف نسمة.
تترافق عودة السكان مع تحسن تدريجي في الخدمات الأساسية، حيث عادت الكهرباء إلى أحياء عديدة، وافتتحت المدارس أبوابها، مما شجع العائلات على العودة. التحدي الأكبر يكمن في تضرر المساكن والبنية التحتية، خاصةً عدم وجود شبكات مياه فعالة، مما يضطر السكان للاعتماد على صهاريج خاصة بتكلفة عالية.
بدأت الأسواق المحلية في الانتعاش مع إعادة فتح المحال التجارية والأفران، مما يعزز الاقتصاد المحلي. وقد انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر قوافل سيارات تقل العائدين إلى معرة النعمان وريفها.
أفاد أحد العائدين بأنه اضطر لنصب خيمته أمام منزله المدمر بسبب ضعف إمكانيات الترميم وتأخر المنظمات الدولية في تقديم الدعم اللازم. وقد قامت السلطات المحلية بإزالة مخلفات الحرب وترميم بعض البنى التحتية وتأمين خدمات أساسية، ودعت السكان إلى العودة إلى منازلهم.
كما انطلقت أعمال صندوق معرة النعمان الخدمي بالتعاون بين الإدارة المحلية والتجار، بهدف تأمين الخدمات الضرورية ودعم مشاريع البنية التحتية مثل الصرف الصحي والإنارة.
ادلب- خالد زنكلو