الجمعة, 20 يونيو 2025 11:32 PM

معرض "لمن لم يُذكر… ولن يُنسى": مجسمات ورقية تحيي ذكرى شهداء سوريا ومفقوديها

معرض "لمن لم يُذكر… ولن يُنسى": مجسمات ورقية تحيي ذكرى شهداء سوريا ومفقوديها

في محاولة لمواجهة تغييب الإنسان وتحويل الوجع إلى صمت، ينطلق معرض "لِمَن لم يُذكَر… ولن يُنسى" في القاعة الدمشقية بالمتحف الوطني خلال الأيام القادمة. يهدف المعرض إلى توثيق بصري عميق لذكرى الألم والكرامة.

يمثل المعرض صرخة فنية وإنسانية لإعادة الأسماء إلى الأرواح المغيبة، ومنحها أجنحة للتحليق في سماء الحرية من خلال مجسمات ورقية لطيور بتقنية "الأوريغامي" اليابانية.

الفنانة "رانيا النجدي"، صاحبة المعرض، صرحت لـ"زمان الوصل" بأن هذا المعرض الأول هو رسالة لتخليد أرواح الشهداء والمفقودين في سجون النظام السوري. يضم المعرض 1500 طائر أوريغامي، يمثل كل طائر اسم معتقل أو شهيد، سواء كان معروفًا أو مجهولاً.

فن "الأوريغامي" الياباني هو فن تقليدي يعتمد على تحويل الورق المسطح إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنيات الطي، وغالبًا ما يجسد كائنات حية أو رموزًا تعبيرية. اختارت "النجدي" هذا الفن كلغة رمزية للتعبير عما تعجز الكلمات عن وصفه.

تضيف الفنانة أن هذه الطيور ليست مجرد أوراق مطوية، بل هي أرواح معلقة في الذاكرة، ومحاولة لإعادة الأسماء التي سعى النظام لمحوها وتحويلها إلى أرقام. وتأمل أن تحلق الحقيقة، ويُفتح باب العدالة، وتُستعاد الكرامة المسلوبة.

يتميز المعرض بلوحة عند المدخل تحمل أسماء الضحايا، مع إمكانية إضافة الأهالي أسماء أحبائهم الذين لم يُذكروا. يمتد المعرض من 22 إلى 24 حزيران 2025، ويتضمن فعاليات ثقافية وإنسانية متنوعة لتعزيز الذاكرة الجمعية، بما في ذلك عزف موسيقي للفنان السوري العالمي "كنان العظمة"، وركن لكتابة رسائل من أهالي المفقودين، ومساحة حوار حول أثر الغياب وأهمية التوثيق والعدالة.

كما سيتم عرض فيلم وثائقي للمخرجة "ياسمين فضة" في اليوم الختامي، يوثق رحلة البحث التي خاضتها كل من "نورا غازي الصفدي" و"ماكي هيل" عن أحبتهما المغيبين "باسل صفدي" والأب "باولو داليوليو".

تؤكد "النجدي" أن هذا العمل الفني، رغم بساطته الظاهرية، يحمل رمزية عميقة، وموجه لكل من ظُنّ أنهم طُووا في النسيان: "نحن لا ننسى... هذا الضوء لأجلكم."

يذكر أن "رانيا النجدي"، المولودة في دمشق، درست هندسة الديكور وتعمل في هذا المجال منذ ست سنوات. وهي ناشطة منذ انطلاقة الثورة السورية، وتعرضت للاعتقال ثلاث مرات بسبب نشاطها، وكان آخرها عام 2017. غادرت سوريا في تشرين الثاني 2021 بعد ضغوط أمنية متزايدة، لكنها استمرت في رسالتها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: