الأحد, 27 يوليو 2025 10:49 AM

مقتل المبرمج الفرنسي السوري فراس أبو لطيف في أحداث السويداء الدامية

مقتل المبرمج الفرنسي السوري فراس أبو لطيف في أحداث السويداء الدامية

أكدت شقيقة فراس أبو لطيف، المبرمج الفرنسي السوري المنتمي للطائفة الدرزية، نبأ مقتله خلال أعمال العنف الدامية التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سورية. جاء ذلك في تصريحات أدلت بها لوكالة فرانس برس، الأربعاء.

شهدت السويداء خلال الأسبوع الماضي تصاعدًا في موجة العنف، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 814 شخصًا، من بينهم 34 امرأة (إحداهن توفيت إثر أزمة قلبية بعد تلقيها خبر وفاة حفيدها)، و20 طفلاً، و6 من الطواقم الطبية بينهم 3 نساء، واثنين من الطواقم الإعلامية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 903 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.

وتشير هذه الإحصائيات إلى الفترة الممتدة من 13 إلى 24 يوليو 2025، وفقًا لتوثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

أوضحت ميسا أبو لطيف، شقيقة فراس، أن شقيقها البالغ من العمر 48 عامًا كان قد عاد إلى سورية في بداية يوليو برفقة زوجته وطفليه، وهم يحملون الجنسية الفرنسية، في زيارة عائلية بعد غياب طويل.

وأضافت أن العائلة اضطرت إلى مغادرة المنزل مع تصاعد حدة الاشتباكات، إلا أن فراس وزوجته بقيا في المنزل.

ورجحت ميسا أن مسلحين اقتحموا المنزل وحاولوا اعتقال فراس وزوجته، وأنه بعد مقاومة منهما، قُتل فراس وزوجته، ثم تعرض المنزل للقصف بالقذائف، مما أدى إلى احتراقه بالكامل.

ذكرت ميسا أن زوجة فراس وطفليها ينتظرون حاليًا أن توفر لهم وزارة الخارجية الفرنسية ممرًا آمنًا لمغادرة السويداء.

وفي سياق متصل، أفاد أحد أفراد العائلة المقيمين في فرنسا وكالة فرانس برس بأن فراس كان موجودًا في منزل والده بمدينة السويداء عندما وقع الهجوم، مؤكدًا أنه لم يكن يحمل سلاحًا، وأن المسلحين قتلوه بدم بارد لمجرد انتمائه للطائفة الدرزية.

وقد فقدت العائلة الاتصال بفراس يوم الخميس، قبل أن تتلقى اتصالًا من أحد المقربين يبلغهم بالعثور على جثتين داخل المنزل.

الخلفية والأحداث المتصاعدة في السويداء

بدأت الاشتباكات في السويداء في 13 يوليو 2025 بين مسلحين محليين وعشائر بدوية، وسرعان ما تطورت إلى مواجهات دامية تدخلت فيها القوات الحكومية ومسلحو العشائر. وشملت الأحداث انتهاكات خطيرة مثل الإعدامات الميدانية، والنهب، وحرق المنازل، مما تسبب في دمار واسع وخسائر بشرية كبيرة.

من بين القتلى في الأحداث، كان هناك المواطن السوري الأمريكي حسام سرايا، الذي أكدت وزارة الخارجية الأمريكية وفاته دون تقديم تفاصيل إضافية. وأشار أحد أصدقائه إلى وجود تسجيل مصور يظهر سرايا مع مجموعة من الرجال في أحد الشوارع، قبل أن يطلق عليهم مسلحون النار.

ردة فعل السلطات السورية وفتح تحقيقات

في محاولة للتعامل مع الأحداث، أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية في الحكومة السورية عن فتح تحقيقات موسعة حول الانتهاكات والإعدامات الميدانية التي وقعت في السويداء.

وأكدت وزارة الدفاع تشكيل لجنة خاصة لمتابعة الانتهاكات والتعرف على المسؤولين عنها، مع التعهد باتخاذ أقصى العقوبات ضد من يثبت تورطهم، مشددة على أن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة سيشرف على التحقيقات بشكل مباشر.

كما أدانت وزارة الداخلية المقاطع التي تظهر عمليات إعدام ميدانية من قبل مجهولين، ووصفت هذه الأفعال بأنها جرائم جسيمة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات.

تلفزيون سوريا

مشاركة المقال: