دمشق-سانا – في قلب دمشق القديمة، استضاف "مقهى السينما" عرضًا خاصًا لأربعة أفلام قصيرة لمخرجات سوريات شابات، قدمن رؤى معاصرة لقضايا مجتمعية متنوعة.
الفيلم الأول، "غرفة المسدس" للمخرجة عروب المصري، يروي قصة زوجين يعيشان في مدينة مدمرة، حيث تعاني الزوجة من خوف مرضي من الأسلحة وهواجس الموت بسبب الحرب. تتصاعد الأحداث عندما تطلق الزوجة النار من مسدس زوجها، ثم تكتشف مقبرة جماعية أثناء بحثها عن السلاح المدفون، لتختتم الفيلم بعبارة مؤثرة: "كانت بس طلقة وحدة.. ما بعرف كيف ماتوا كلهم".
في "حياة"، تأخذنا المخرجة لمى طيارة إلى حي الخالدية في حمص، حيث تعود أسرة بعد غياب ست سنوات لترميم منزلها المدمر جزئيًا. تشكل هذه العودة نموذجًا ملهمًا للأسر الأخرى، وتختتم الفيلم برسالة شكر للمرأة التي شجعت الناس على كسر حاجز الخوف.
أما فيلم "على الحافة" لرشا ملحم، فيسلط الضوء على حقوق المرأة في الحب والحياة والاختيار. الفتاة تسير معصوبة العينين على حافة جدار، متجاهلة نظرات المجتمع واتهامات الخيانة، لترقص أخيرًا على أنغام قلبها، منتصرة على القيود.
في "قشرة بصلة"، تتناول رغد باش موضوع الموت من زاوية مختلفة، من خلال عيون حفاري القبور الذين يرون الموت كجزء من روتينهم اليومي. الفيلم يستعرض قصصًا مؤثرة عن تعامل الناس مع القبور، ويختتم بالتأكيد على أن الحياة لا تساوي "قشرة بصلة".
وفي تصريحات لمراسلة سانا الثقافية، أكدت المخرجات على أهمية هذه الأفلام في التعبير عن آثار الحرب على المجتمع، ونقل الواقع بشفافية ومصداقية، والمساهمة في تحسين الحياة الثقافية في سوريا.
وأشارت رغد باش، صاحبة فكرة "مقهى السينما"، إلى أن الهدف من هذه العروض هو إتاحة الأفلام السينمائية أمام الجمهور على أرض الواقع، والحفاظ على طقوس المشاهدة السينمائية التقليدية.
