في مباراة لا تُنسى، أقصى نادي الهلال السعودي فريق مانشستر سيتي من بطولة كأس العالم للأندية، محققاً فوزاً تاريخياً بنتيجة 4-3 بعد التمديد. المباراة التي جمعت الفريقين في دور الـ16 كانت قمة في الإثارة والندية، وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.
الهلال، الذي أبرم صفقات كبيرة لضم نجوم من أوروبا منذ تولي صندوق الاستثمارات العامة السعودي إدارة أربعة أندية في الدوري السعودي للمحترفين عام 2023، أثبت أنه قوة لا يستهان بها على أرض الملعب.
مدرب الهلال، سيموني إنزاغي، وفريقه حصلوا على مكافأة قدرها 13.7 مليون دولار بعد الفوز على السيتي، مع فرصة لزيادة الأرباح عند مواجهة فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي على ملعب كامبينغ وورلد في أورلاندو.
المباراة أعادت إلى الأذهان أجواء الفوضى والإثارة التي كانت تميز مباريات إنتر ميلان تحت قيادة إنزاغي، حيث امتزجت الجودة بالجنون في كل لحظة.
اعترض لاعبو الهلال بشدة بعد الهدف الافتتاحي للسيتي، وتوقف اللعب قرابة أربع دقائق احتجاجاً على لمستي يد مشكوك فيهما من ريان آيت نوري وإيلكاي غوندوغان قبل أن يسجل برناردو سيلفا الهدف. ورغم أن اللمستين بدتا طبيعيتين، إلا أن الحكم خيسوس فالينزويلا اضطر إلى إعلان قراره عبر مكبر الصوت في الملعب.
في الشوط الثاني، عادل ماركوس ليوناردو النتيجة بعد 41 ثانية فقط من البداية، بعد تمريرة رائعة من مالكوم، الذي سجل بنفسه الهدف الثاني للهلال في الدقيقة 52. ثم سجل إرلينغ هالاند هدف التعادل الثالث للسيتي. وأُلغيت ركلة جزاء للهلال بداعي التسلل، وأضاع محمد كنو فرصة حسم المباراة قبل أن ينقذ علي لاجامي رأسية هالاند من على خط المرمى في الدقيقة 84، لتتجه المباراة إلى الأشواط الإضافية.
في نهاية الوقت الأصلي، دخل بيب غوارديولا الملعب غاضباً بسبب عدم احتساب خطأ ضد جيريمي دوكو.
في الأشواط الإضافية، سجل خاليدو كوليبالي هدف الهلال الثالث من ركنية نفذها روبن نيفيش. لكن فيل فودن عادل النتيجة بتسديدة رائعة في الدقيقة 104. ثم سجل ماركوس ليوناردو الهدف الرابع للهلال في الدقيقة 112.
الخسارة تعني أن مانشستر سيتي لن يحصل على 13.7 مليون دولار، مكتفياً بمبلغ 51.7 مليون دولار كإجمالي عائداته من البطولة. وكان مسؤولو السيتي يتوقعون بلوغ ربع النهائي على الأقل، لذا فإن الخروج من دور الـ16 يُعد خيبة أمل اقتصادية.
كروياً، تعد هذه الخسارة صفعة لفريق بدا أنه استعاد توازنه بعد موسم 2024-2025 المتعثر. الآن، ومع تبقي ستة أسابيع فقط على انطلاق الدوري الإنجليزي، قد يكون هذا الخروج المبكر فرصة لإعادة ترتيب الصفوف.
النتيجة تاريخية لنادي الهلال، وكرة القدم السعودية، وآسيا عموماً، وتعزز مكانة كأس العالم للأندية.
رغم أن السيتي لم يكن في أفضل حالاته، إلا أن الهلال قدم مباراة مثالية تليق بطموحات مدربه إنزاغي.
وجود نادٍ من الشرق الأوسط في ربع النهائي إلى جانب فريقين من البرازيل هو تطور إيجابي. وكانت المباراة ملحمية ومثيرة، وأعادت الأضواء إلى البطولة.
عندما استعد روبن نيفيش لتنفيذ ركنية في بداية الأشواط الإضافية، كان على السيتي أن يتوقع ما سيحدث. كلا اللاعبين، نيفيش وكوليبالي، انتقلا إلى الهلال في صيف 2023 وكانا من دعائم الفريق منذ ذلك الحين.
في هذه المباراة، لعب نيفيش دور قلب الدفاع وأبدع.
بعد هدف سيلفا، احتج لاعبو الهلال على لمسة يد آيت نوري وغوندوغان، واستمرت الاحتجاجات حتى استخدم الحكم مكبر الصوت ليؤكد احتساب الهدف.
فيل فودن، الذي غاب عن فترات من الموسم الماضي، عاد بقوة وسجل هدفاً رائعاً ضد الهلال.
مالكوم، كان الأخطر في الهلال، وصنع الهدف الأول وسجل الثاني. كان مصدر إزعاج دائم لدفاع السيتي.
ياسين بونو، تألق في مونديال قطر، وها هو يتألق مجدداً في الولايات المتحدة. تصدياته الحاسمة أنقذت الهلال من أهداف مؤكدة.
