في تحول دراماتيكي، انتقل أحمد الشرع من قيادة الفصائل الإسلامية المعارضة في دمشق إلى موقع رجل الدولة الذي يستقبله زعماء العالم. فمن هو "أبو محمد الجولاني" الذي أصبح رئيساً انتقالياً لسوريا؟
وصل الشرع إلى السلطة في 8 ديسمبر/كانون الأول على رأس تحالف قادته هيئة تحرير الشام، ليُعيّن لاحقاً رئيساً انتقالياً لمدة خمس سنوات. يرى المحللون أن هذا التحول يعكس اعترافاً دولياً متزايداً بالسلطات الجديدة، تجسد في زيارات متبادلة بين مسؤولين سوريين وعواصم غربية.
منذ توليه منصبه، التقى الشرع بالعديد من المسؤولين العرب والأجانب، مؤكداً التزامه بإعادة بناء سوريا. كان لقاؤه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية، بعد أيام من زيارته لباريس ولقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أبرز المحطات.
على الرغم من العقوبات الأممية المفروضة عليه بسبب ماضيه الجهادي، يرى مراقبون أن الدول العربية والغربية تبنت خياراً "واقعياً" بدعمه، مع إدراكها لعدم وجود بديل في الوقت الحالي.
يعيش الشرع اليوم في القصر الرئاسي بدمشق، ويستقبل قادة دول ودبلوماسيين أجانب، ويؤكد أنه لم يعتد على "الجلوس في قصور فارهة"، مشيراً إلى أنه وصل إلى السلطة من خلال الثورة.
يتذكر الشرع أيامه في إدلب، حيث كان يجتمع مع مقاتليه "في السيارة وفي الشارع وتحت شجرة الزيتون". أما اليوم، فهو يقود سيارته الخاصة في دمشق ويتناول العشاء في المطاعم الشعبية، ويمارس الرياضة مع وزرائه.
يصفه البعض بأنه "راديكالي براغماتي"، فقد حلّ جميع الفصائل المسلحة بعد وصوله إلى السلطة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة.
ولد الشرع في السعودية عام 1982، وعاد إلى سوريا حيث درس الطب. انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الأميركي، ثم عاد إلى سوريا ليؤسس جبهة النصرة. يعتبره أنصاره "واقعياً"، بينما يصفه خصومه بأنه "انتهازي".
في عام 2015، صرح بأنه لا ينوي شن هجمات ضد الغرب، وأوضح أن انفصاله عن تنظيم القاعدة كان يهدف إلى "إزالة ذرائع المجتمع الدولي" لمهاجمة تنظيمه.