الإثنين, 4 أغسطس 2025 04:53 PM

من تنظيم سري إلى عمليات ميدانية: "أولي البأس" يعلن بدء مواجهة إسرائيل

من تنظيم سري إلى عمليات ميدانية: "أولي البأس" يعلن بدء مواجهة إسرائيل

تؤكد مصادر مقربة من تنظيم "أولي البأس" لصحيفة "النهار" أن الخطاب العلني الأول لقائد التنظيم يمثل "إشارة واضحة لبدء مسار العمليات ضد قوات الاحتلال".

لم يكن ظهور أبو جهاد رضا، قائد "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا" (أولي البأس)، من حيث التوقيت وطبيعة الرسائل التي وجهها، حدثاً عشوائياً، بل كان مدروساً للانتقال من حالة السرية التي أحاطت بالتنظيم إلى مرحلة الانخراط الفعلي في العمليات الميدانية، وذلك بعد أشهر من التحضير والاستعداد المكثف.

وتشير المصادر نفسها إلى أن هذا الخطاب، الذي نشرته "النهار" حصرياً يوم السبت، ليس موجهاً فقط إلى عناصر التنظيم، بل أيضاً إلى قوات الاحتلال بهدف وقف توغلاتها البرية داخل الأراضي السورية، وإلى السلطة الانتقالية لتحمل مسؤولياتها في ردع إسرائيل عن اعتداءاتها، وإلى المواطنين، خصوصاً في الجنوب السوري، لاتخاذ الحيطة وتجنب الاقتراب من آليات العدو التي أصبحت أهدافاً مباشرة.

تتعدد الشكوك حول "أولي البأس" ودوافع ظهوره في هذا التوقيت. البعض يرى أنه "امتداد لمحور المقاومة الذي كانت تقوده إيران"، في محاولة لتكرار تجربة "حزب الله" اللبناني في الجنوب السوري، بهدف الضغط على السلطات الانتقالية عبر توريطها في مواجهة إسرائيل، والتمهيد لعودة النفوذ الإيراني إلى سوريا. بينما يرى آخرون أنه "أداة بيد السلطات الانتقالية" لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

لكن مصادر قيادية في الجبهة نفت لـ"النهار" صحة هذه الفرضيات، مؤكدة أن "التنظيم لا يتبع لإيران ولا يخضع للسلطات الانتقالية، وأنه لا يرتبط بأي دولة أو تنظيم خارجي". وتوضح أن هناك خلافات بينه وبين السلطات الانتقالية بسبب موقف الأخيرة من التطبيع مع إسرائيل.

وبشأن انضمام مجموعات كانت تتبع الحرس الثوري الإيراني إلى التنظيم، تشير المصادر إلى أن إيران "تخلت عن هذه المجموعات في توقيت حساس، وبالتالي فإن الربط بين الطرفين لم يعد منطقياً".

ويتم الانضمام إلى "أولي البأس" وفق آليات واضحة، تبدأ بمشاورات واجتماعات لتنسيق العمل وتحديد الالتزامات والحقوق، وتنتهي بصدور بيان انضمام المجموعة.

ورغم أن التنظيم يعتمد أسلوباً غير مركزي في القيادة، ما يمنح خلاياه المنتشرة في مختلف المناطق قدراً من الاستقلالية، إلا أن هذه الحرية تظل ضمن أطر متفق عليها وتخضع لتعليمات واضحة.

يمتلك التنظيم حالياً أربعة مراكز قيادة أساسية: في الجنوب السوري بقيادة العقيد نضال (أبو العباس)، وفي المنطقة الساحلية والوسطى بقيادة العميد منذر ونوس، وفي محافظة دير الزور بقيادة أبو جواد.

ويبرز حالياً في هيكل التنظيم "جهاز أمن المقاومة"، الذي يتولى الرصد والمراقبة وتأمين الاجتماعات وجمع المعلومات، إضافة إلى ملاحقة المخالفين. وهناك دائرة "شعبة التنظيم والإدارة" بقيادة هاشم أبو شعيب، والمسؤولة عن الحفاظ على الهيكلية الإدارية للتنظيم.

وبرغم امتناع المصادر القيادية عن كشف خطط "أولي البأس" المستقبلية، تؤكد أوساط مقربة أن الأسابيع المقبلة ستشهد تحولاً نوعياً في نشاطه الميداني، إذ "سيُسمع صوته بوضوح" من خلال عمليات ينوي تنفيذها.

مشاركة المقال: