الأحد, 27 أبريل 2025 12:00 PM

من رحم المعاناة.. نساء سوريات يحترفن الخياطة لمواجهة غلاء المعيشة في رأس العين وتل أبيض

من رحم المعاناة.. نساء سوريات يحترفن الخياطة لمواجهة غلاء المعيشة في رأس العين وتل أبيض

في مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال شرقي سوريا، تتحدى نساء الظروف الاقتصادية الصعبة من خلال احتراف مهنة الخياطة، وتحويلها إلى مصدر دخل يعينهن على مواجهة غلاء المعيشة وتأمين احتياجات أسرهن.

في ظل محدودية فرص العمل، تحولت المنازل إلى ورش خياطة صغيرة، حيث تعمل النساء لساعات طويلة لتلبية الطلبات المتزايدة، سواء لإصلاح الملابس أو خياطة ملابس جديدة، بأجور يومية تتراوح بين 80 و100 ألف ليرة سورية.

مصدر للدخل

عزيزة المسلط، من مدينة تل أبيض، بدأت الخياطة بعد فقدان زوجها عمله، لتصبح الحرفة مصدر دخل رئيسي للأسرة، مؤكدة أنها الخيار الأمثل في ظل قلة فرص العمل المتاحة للرجال.

رنيم العزيز، من رأس العين، تعلمت الخياطة بعد فقدان والدها عمله، وحولتها إلى جزء أساسي من دخل عائلتها، بل وبدأت بتعليم شقيقتها الصغرى لمساعدتها في تلبية الطلب المتزايد.

انتقلت مهنة الخياطة من الورش والمحال إلى المنازل في مدينتي رأس العين وتل أبيض – 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)

مهنة جديدة

الخياطة تعتبر مهنة جديدة للعديد من النساء في رأس العين وتل أبيض، ووسيلة لتأمين دخل ثابت في ظل قلة فرص العمل. سمراء مراد، صاحبة ورشة خياطة في تل أبيض، أشارت إلى زيادة الإقبال على تعلم الخياطة في ورشتها خلال السنوات الأخيرة، ما دفعها لإطلاق دورات تدريبية مدفوعة تستقطب ما لا يقل عن 25 امرأة في كل دورة.

اتجهت العديد من النساء إلى تعلم مهنة الخياطة والعمل بها في مدينتي رأس العين وتل أبيض – 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)

فرص عمل

مهاب الدندن، مدير مركز التعليم الشعبي في رأس العين، أوضح أن المركز أطلق دورات مجانية لتعليم الخياطة منذ خمس سنوات، بهدف توفير فرص عمل للنساء ودمجهن في سوق العمل. وقد تم تخريج 127 امرأة من 11 دورة تدريبية سابقة، والدورة الحالية تضم 17 امرأة.

تقدم مراكز ومنظمات دورات مجانية لتعليم الخياطة في مدينتي رأس العين وتل أبيض – 8 نيسان 2025 (عنب بلدي)

يعتمد اقتصاد تل أبيض ورأس العين بشكل رئيسي على الزراعة، ما يحد من فرص العمل. كما أن ضعف البنية التحتية والخدمات يقلل من قدرة المنطقة على جذب الاستثمارات، ما يؤثر على القدرة الشرائية للسكان.

في ظل هذه الظروف، تحاول السيدات والفتيات دعم عائلاتهن ماليًا عبر أعمال منزلية، على الرغم من العقبات الاجتماعية، مثل انتشار ظاهرة زواج الفتيات المبكر.

اقرأ أيضًا: الزواج المبكر للفتيات.. ظاهرة تزداد في رأس العين وتل أبيض

مشاركة المقال: