الجمعة, 6 يونيو 2025 04:19 PM

من سوريا إلى السجن الألماني: تفاصيل محاكمة قيادي في ميليشيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

من سوريا إلى السجن الألماني: تفاصيل محاكمة قيادي في ميليشيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

أصدرت المحكمة الجنائية السادسة الإقليمية العليا في شتوتغارت حكمًا بالسجن مدى الحياة على مواطن سوري يبلغ من العمر 33 عامًا، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، شملت القتل، والتسبب في الإخفاء القسري الذي أدى إلى الوفاة، والتعذيب، والحرمان من الحرية، إضافة إلى جرائم حرب ضد الأشخاص والممتلكات. وكانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض على المتهم السوري، المدعو "عمار علي المزرعاني" في ولاية بادن-فورتمبيرغ في ديسمبر/كانون الأول 2023، وظل رهن الاحتجاز الاحتياطي منذ ذلك الحين.

نقل موقع oberlandesgericht الخاص بالمحكمة عن مجلس الشيوخ الجنائي أن المتهم كان عضوا في ميليشيا محلية تابعة لـ"حزب الله" في مدينة بصرى الشام السورية، بين عامي 2012 و2014. ووجهت إليه تهم بمهاجمة منازل مدنيين بعنف، وسرقة ممتلكاتهم، وإصدار أوامر بإحراق أحد المنازل. وخلال تلك الحوادث، تعرض السكان لسوء معاملة، كما أطلق أحد أعضاء المجموعة النار على طالب أعزل وقتله.

وبحسب المصدر، فإن المتهم وأفرادا آخرين من الميليشيا قاموا في عام 2013 باعتقال ثلاثة مدنيين، وضربهم، وتسليمهم إلى جهاز المخابرات، حيث تعرضوا للتعذيب الشديد داخل السجن. وأكدت المحكمة أن المتهم خضع لأحكام قانون العقوبات للبالغين، بعد أن أكدت شقيقة المتهم في المحاكمة أنه كان بالغاً أثناء ارتكابه هذه الجرائم.

جرائم ممنهجة منذ عام 2015، اعتمد نظام الأسد المخلوع بشكل متزايد على الميليشيات الشيعية المحلية التي تعاونت مع قوات الأمن واتخذت قرارات مستقلة، خاصة في ما يتعلق بالاعتقالات. وقد اعتبرت المحكمة أن تصرفات النظام منذ عام 2011 تشكّل هجوما واسع النطاق ومنهجيًا ضد المدنيين، يندرج ضمن مفهوم الجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الجنائي الدولي. ومنذ عام 2012، صنّف الوضع كـ"نزاع مسلح غير دولي". وكانت الميليشيات تقتحم المنازل بعنف، وتنهال ضربًا على السكان، وتسوقهم إلى الساحات أو الشوارع، بحسب وثائق المحكمة. وأظهرت التحقيقات أن المزروعي قاد مجموعة تتألف من خمسة إلى ثمانية أفراد في الهجمات التي وقعت في أبريل/نيسان 2012 و2014.

شهادة أحد الضحايا: تفاصيل مرعبة

الدكتور "محمد العيسى" -أحد ضحايا المزرعاني والشاهد في القضية-، تحدث لـ"زمان الوصل" قائلاً إن المتهم المزرعاني كان من قادة شبيحة النظام في بصرى الشام، ومن عناصر "حزب الله" الذين تلقوا تدريبات في لبنان. وأضاف أن والد المذكور كان مسؤول التجنيد، وأن المزرعاني كان يشارك في المداهمات منذ بداية الثورة، وكان معروفًا بجسده الضخم حتى وهو ملثم.

اعتقال في الصباح

وأشار العيسى إلى أن المتهم كان يقف على الحواجز ويتعامل مع أهالي المدينة بعنصرية وطائفية. وتابع: "في العاشر من أبريل/نيسان 2013، اقتحمت مجموعة من ميليشيا "حزب الله" بقيادة المزرعاني منزلي صباحا، واقتادوني إلى فرع الأمن العسكري في بصرى، ثم إلى فرع الأمن العسكري في السويداء".

بعد الإفراج عن العيسى خرج من سوريا إلى الأردن ثم إلى ألمانيا. وهناك، علم بوجود المزرعاني أيضًا، وتمكن من الوصول إلى حسابه على فيسبوك عبر أحد المعارف، مما ساعد في تحديد مكان إقامته. كما استطاع العيسى التواصل مع ثلاثة ضحايا آخرين، وقدّموا شهاداتهم بشجاعة رغم وجود أقاربهم داخل مناطق سيطرة النظام. ومن بين الشهود شقيق طالب مدني يُدعى محمود المبارك (21 عامًا)، كان يدرس في دمشق وجاء في زيارة لأهله. وبعد المغرب، اقتحم عناصر ميليشيا "حزب الله" منزله، وأطلقوا النار عليه وعلى أشقائه، فقتل في حضن والدته التي كانت تتوسل لهم، دون جدوى.

وتشمل الحالات الأخرى ضحية تم اعتقاله في بصرى الشام، حيث أُطفئت السجائر في جسده، وتم تعليقه (شبحه) لمدة 12 ساعة. أما القضية الثالثة، فهي قضية العيسى نفسه. وكشف العيسى أن هناك نحو 30 شاهدًا بين ضحية وخبير حضروا محاكمة المزرعاني، من البرازيل، وهولندا، وبلجيكا، وألمانيا.

تفاصيل إضافية عن المحاكمة

وعلمت "زمان الوصل" من مصادر خاصة في بصرى الشام أن زوجة المزرعاني المدعوة "نهى الحميدات"، اختُطفت عند تحرير المدينة عام 2015. وقد حضرت جميع جلسات المحاكمة وعددها 42 جلسة مع أبنائها من زوجها السني السابق، وشقيقة زوجها وكانتا تدافعان عنه بشراسة، وتتهمان الشهود بالانتماء إلى "فصائل إرهابية"، بحسب زعمهما.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: