الإثنين, 13 أكتوبر 2025 12:02 AM

من مكافحة الكراهية إلى نشرها: "سنغافورة الجديدة" تتحول إلى مركز عالمي لتعليم خطاب الكراهية

من مكافحة الكراهية إلى نشرها: "سنغافورة الجديدة" تتحول إلى مركز عالمي لتعليم خطاب الكراهية

في تحول مثير للقلق، تتجه "سنغافورة الجديدة" نحو ترسيخ مكانتها كأكاديمية دولية لتعليم فنون خطاب الكراهية والإبداع في العنصرية، وذلك بدلًا من مكافحة الشعارات المناهضة للكراهية ومعايير فيسبوك لمحاربة العنف.

تحت شعار "نحن الشعب الـ ما بينطاق"، تخوض "سنغافورة الجديدة" رحلة تهدف إلى زرع الكراهية والعداوة بين أفراد المجتمع، سعيًا نحو الوصول إلى حالة من الانقسام الحاد. ونتيجة لذلك، يشهد الخطاب العام والثقافة السنغافورية منافسة شرسة في ابتكار أساليب جديدة في خطاب الكراهية ونبذ الآخر ورفض المختلف وتكريس التعصب. يكفي إلقاء نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي السنغافورية لاكتشاف هذا التفوق الملحوظ.

لقد تجاوزت "سنغافورة" ما كان يعرف بتفوق "نظام الفصل العنصري" في "جنوب أفريقيا" سابقًا، حيث لم تعد العنصرية تقتصر على لون البشرة، بل امتدت لتشمل جوانب أخرى مثل مكان الولادة، الدين، الطائفة، اسم العائلة، وأي ذريعة أخرى يمكن استخدامها للتحريض والدعوة إلى الإقصاء.

وفي سياق متصل، شهد جنوب "سنغافورة" أزمة بين إحدى الولايات السنغافورية والحكومة المركزية، والتي سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف مأساوية. وفي ظل هذه الأوضاع، يحاول البعض إيجاد حلول للأزمة، داعين إلى إعادة التماسك الاجتماعي حفاظًا على وحدة البلاد.

إلا أن عددًا من حملة الشهادات العليا في مجال خطاب الكراهية والعنصرية تصدوا لهذه المحاولات، وحولوا الدعوة إلى حملة تبرع لهذا الجزء من البلاد إلى ساحة لتبادل الشتائم والاتهامات بالتخوين والتكفير والدعوات إلى العنف وإهانة الآخر والسخرية منه ومن معتقداته وأصله وفصله، طمعًا في الحصول على اعتراف رسمي بأن "سنغافورة الجديدة" أصبحت مرجعًا دوليًا لخطاب الكراهية.

من المتوقع أن يتمكن السنغافوريون من تطوير مقاييس دقيقة لتحديد مستوى التحريض في أي خطاب، ربما تحت مسمى "كراهيتو ميتر"، ليصبح ذلك إنجازًا يضاف إلى الصناعة السنغافورية. كما أعرب القائمون على موسوعة "غينيس" عن اهتمامهم بدراسة كيفية إدارة الأزمات في "سنغافورة" وتحويلها من مشكلات قابلة للحل إلى أزمات اجتماعية مستعصية من خلال تعميق الخلافات وترسيخ فكرة استحالة التعايش.

تجدر الإشارة إلى أن الجهود التي يبذلها البعض لإضفاء طابع "المهضوم" واستخدام "الكوميديا" في تعليقاتهم غالبًا ما تكون "غليظة" وتزداد غلاظة مع كل تكرار.

مشاركة المقال: