نيويورك-سانا: كشفت منظمة الصحة العالمية عن تقديرات تفيد بأن إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة ستتكلف ما يزيد على 7 مليارات دولار.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، حنان بلخي، قولها خلال مؤتمر صحفي: "إن إعادة إعمار القطاع الصحي في قطاع غزة ستكلف أكثر من 7 مليارات دولار، وتشمل هذه التكلفة الاستجابة الإنسانية، والإنعاش المبكر، والاحتياجات طويلة الأجل". وأكدت أن "هذا الاستثمار ضروري لتحقيق السلام والاستقرار اللذين يمكن أن تساهم الصحة في تحقيقهما".
وأضافت بلخي: "قد يلوح بصيص أمل لإنهاء الحرب بعد مرور عامين"، مشددة على أن "إعادة بناء النظام الصحي في غزة لن تنقذ الأرواح اليوم فحسب، بل ستعيد الكرامة والاستقرار والأمل في المستقبل". كما أكدت على "أهمية الانتقال السريع من مرحلة الاستجابة للأزمة إلى مرحلة الإنعاش فور توقف القتال".
وأشارت بلخي إلى أن "منظمة الصحة العالمية وضعت منذ فترة خطة لليوم التالي للصراع، ولديها الآن رؤية واضحة للمضي قدماً، تبدأ بإعادة تشغيل المستشفيات، إلى جانب مواجهة الجوع وسوء التغذية".
ولفتت إلى أن "السلطات الصحية الفلسطينية أفادت بوفاة 455 شخصاً منذ كانون الثاني الماضي بسبب سوء التغذية، من بينهم 151 طفلاً، معظمهم دون سن الخامسة"، مضيفة: "إن المنظمة وشركاءها يدعمون المراكز المتبقية لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، ويعملون على فتح مراكز جديدة".
وشددت البلخي على أن "التعافي الدائم يتطلب أكثر من مجرد علاج، بل يشمل إعادة بناء النظم الغذائية، واستعادة المياه النظيفة، وتعزيز الصرف الصحي، باعتبارها تشكل ركائز الصحة العامة".
وأكدت بلخي أن "منظمة الصحة العالمية بقيت في غزة طوال فترة الحرب، وقدمت خدماتها رغم الظروف الصعبة، وكانت المزود الرئيسي للأدوية والإمدادات الطبية، حيث دعمت أكثر من 22 مليون حالة علاج وعمليات جراحية".
ويشهد القطاع الصحي في غزة انهياراً شبه تام بعد عامين من العدوان الإسرائيلي على القطاع، وسط حصار وتصعيد عسكري متواصل، أسفر عن ارتقاء أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 160 آخرين، فضلاً عن دمار كبير في القطاع.