لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن رحيل الكفاءات العلمية والخبرات المتنوعة في مجالات العمل المختلفة. هذا الرحيل، سواء كان طوعيًا أو قسريًا، يمثل هجرًا لميادين تقديم الخدمات الجليلة.
في عالم يقدر تاريخه ويبني مستقبله، تعتبر الخبرات كنزًا لا يقدر بثمن، ومصدرًا لصناعة القرارات والرؤى. لكن أين نحن من هذه الاعتبارات، التي يعرفها الجميع، وعلى رأسهم أصحاب القرار والإدارة؟ نشهد تسربًا وهجرة لهذه الثروات العظيمة، ولا يمكن تعويض ما تحمله من مكنون إداري وقانوني وعلمي وعملي وفني وتقني وأخلاقي.
بلدنا غني بهذه الروح النبيلة والقيمة، وعلينا البحث عنها ورفعها إلى مكانتها المرموقة التي تستحق. هذه الخبرات أفنت عمرًا في تحصيل العلم والمعرفة، واكتساب الخبرات، وعاشرت واحتكت بأقرانها في البلدان المختلفة، وسارت في مناكب الأرض لتنهل من العلوم والمعارف.
هناك العديد من الوسائل التي يمكن أن نستثمر بها للاستفادة من هذه الخبرات في بناء مستقبل وطننا، والحفاظ عليها ودعمها، والأهم عدم ترك النزيف مفتوحًا دون حلول ومعالجات.
من جانب آخر، يجب أن نركز على كيفية نقل هذه الخبرة من جيل إلى جيل، لنتعلم منهم ونقتدي بأثرهم وتفانيهم وإخلاصهم لإبداعهم وبصمتهم التي لا تموت مع أي زمن. (موقع اخبار سوريا الوطن-2)