السبت, 11 أكتوبر 2025 11:45 PM

نهضة معمارية في دير عطية: ترميم البيوت القديمة يعيد إحياء التراث

نهضة معمارية في دير عطية: ترميم البيوت القديمة يعيد إحياء التراث

تشهد مدينة دير عطية، الواقعة في مدن القلمون الغربي بريف دمشق، مبادرات واسعة للحفاظ على الإرث المعماري والتاريخي. تتضمن هذه المبادرات مشاريع ترميم متفرقة تهدف إلى إعادة الروح الجمالية والمعمارية للبيوت القديمة ذات الطابع التراثي.

المتعهد والمشرف الفني على عمليات الترميم، مناف جابر دعبول، يوضح أن البيت الشرقي في القلمون، وتحديداً في دير عطية، ليس مجرد منزل قديم، بل هو نموذج أصيل للمنازل الطينية التي سكنها الأهالي قبل ستين عاماً. ويشير إلى أنه رغم اندثار بعض الأجزاء بفعل الزمن، إلا أن العقود والأقواس العتيقة ما زالت شامخة، تروي قصة البناء القوي والهندسة المعمارية الدقيقة التي تميز بها البناؤون السوريون.

ويضيف دعبول أن معظم مشاريع الترميم تأتي بمبادرة ذاتية من ورثة العقارات، الذين نشأوا في هذه المنازل وارتبطوا بها وجدانياً وتاريخياً. ويحرص الورثة على الإشراف بأنفسهم على الترميم، مع المحافظة الكاملة على التصميم الأصلي للمنزل كما كان قبل نحو 60 عاماً، بما في ذلك الحفاظ على الجذوع التي تحمل نقوشاً لأسماء البنائين المهرة الذين شاركوا في بنائه في ستينيات القرن الماضي.

من جهته، يشير المهندس نزار خالد الحرفي إلى أن مشاريع ترميم البيوت القديمة تواجه تحديات، منها نقص القوى العاملة الخبيرة في البناء الطيني التقليدي، وصعوبة توفير المواد الأصلية المستخدمة مثل «الجص»، والتي كانت تُصنع محلياً في الماضي. ومع ذلك، تتمكن فرق الترميم من تأمين هذه المواد من داخل البلاد وخارجها، بالإضافة إلى تعديل وإعادة استخدام الأبواب الأصلية للمنزل، في خطوة تعكس التزاماً بمبدأ الاستدامة والمحافظة على هوية المكان.

ويتابع الحرفي: يتم التواصل مع كبار السن من أبناء الأحياء القديمة لأخذ آرائهم بشأن التفاصيل المعمارية، والاستعانة بمكاتب استشارية متخصصة ذات خبرة في ترميم المباني التراثية. كما يتم توثيق مراحل الترميم كاملة عبر الصور والمقاطع المرئية، بهدف الحفاظ على الذاكرة البصرية للبيت وتوفير مادة مرجعية للباحثين والزوار والمهتمين بالتراث العمراني.

ويؤكد الحرفي أن ترميم البيت الشرقي يشكل جزءاً لا يتجزأ من مشروع المحافظة على التراث المعماري القديم، الذي يهدف إلى إحياء البيوت القديمة ومرافقها التاريخية، وتعزيز فرص تحويل هذه البيوت إلى وجهة سياحية ثقافية نابضة بالحياة.

مشاركة المقال: