منال الشرع: تشهد دمشق أزمة مرورية خانقة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لسكانها، وتتفاقم هذه الأزمة بشكل خاص في ساعات الذروة، حيث تتحول الشوارع إلى ما يشبه مواقف سيارات ضخمة، مما يؤدي إلى هدر كبير في الوقت والجهد ويؤثر بشكل سلبي على مختلف جوانب الحياة في المدينة.
تعود جذور هذه الأزمة المعقدة إلى مجموعة من العوامل المتراكمة على مر السنين، وعلى رأسها عدم وجود بنية تحتية قادرة على استيعاب هذا العدد الهائل من السيارات. فالطرق لم تشهد توسعاً يواكب الزيادة الكبيرة في عدد المركبات، كما أن سنوات الحرب الطويلة قد أدت إلى تدهور وتضرر أجزاء كبيرة من البنية التحتية، حيث قُدرت الخسائر في البنية التحتية السورية عموماً بمليارات الدولارات.
حلول مقترحة
بهدف معالجة هذه المشكلة، يقترح الخبير الاقتصادي فاخر القربي مجموعة من الحلول التي يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة هذه الظاهرة:
- تحسين البنية التحتية لوسائل النقل العام والخاص، مع ضرورة دعم هذا القطاع وتنشيطه وتعزيز ثقة المواطنين به، مما يشجع الكثيرين على ترك سياراتهم في المواقف المخصصة ويقلل من الازدحام.
- إحلال البدائل الصديقة للبيئة، مثل الدراجات الهوائية والكهربائية، مما يساهم في تخفيف الازدحام المروري وترشيد استهلاك الوقود.
- الاستمرار في تنظيم حملات توعية لتشجيع المشي وتوضيح الفوائد الصحية والمرورية لهذه الرياضة، مع ضرورة توفير مسارات آمنة للدراجات والمشاة.
- بناء طرق جديدة وتوسيع الطرق الحالية وإعادة تصميم العقد المرورية بما يتناسب مع الزيادة المستمرة في عدد السيارات، وتحسين انسيابية الحركة.
- تعديل توقيت الإشارات المرورية بما يتماشى مع حركة المرور.
- تفعيل الحكومة الإلكترونية وتقليل ساعات العمل الرسمية، مما يقلل من عدد السيارات المستخدمة من قبل الموظفين، مع توفير حافلات نقل جماعي للموظفين لتسهيل حركتهم وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
- تطبيق القوانين المرورية بحزم وتعزيز الثقافة المرورية لدى الجميع، مما يقلل من المشاكل المرورية ويعزز استخدام بدائل السيارات.
- تطبيق التوزيع الجغرافي للصناعات والخدمات للتخفيف من الحاجة إلى السفر لقضاء هذه الاحتياجات.
- اعتماد نظام إلكتروني لمعرفة حالة الطرق قبل الانطلاق، لتمكين السائقين من تقدير الوضع المروري.
تشير التقديرات إلى أن عدد السيارات التي تتحرك في العاصمة دمشق يصل إلى مليون سيارة يومياً، وهو رقم يتجاوز بكثير القدرة الاستيعابية لشبكة الطرق. ففي عام 2023، بلغ إجمالي عدد المركبات المسجلة في دمشق وحدها أكثر من 543 ألف مركبة، مما يجعلها تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات السورية.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية