الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 05:20 PM

هبوط حاد للذهب يسجل أكبر انخفاض يومي منذ 12 عاماً وسط موجة بيع واسعة

هبوط حاد للذهب يسجل أكبر انخفاض يومي منذ 12 عاماً وسط موجة بيع واسعة

شهد الذهب، يوم الثلاثاء، أكبر تراجع يومي له منذ 12 عاماً، بينما سجلت الفضة أكبر انخفاض لها منذ فبراير 2021، وذلك في خضم موجة بيع واسعة النطاق جاءت بعد أسابيع من الارتفاع المتواصل الذي أوصل المعادن النفيسة إلى مستويات قياسية.

انخفض سعر الذهب بنسبة 6.3% ليصل إلى 4,082.03 دولار للأونصة، في حين تراجعت الفضة الفورية بنسبة 8.7% إلى 47.89 دولار للأونصة.

ووفقاً لـ "بلومبرغ"، اجتمعت عدة عوامل أدت إلى هبوط أسعار المعادن النفيسة، من بينها التقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع الدولار، ووصول المؤشرات الفنية إلى مستويات تعكس استنزاف الزخم الشرائي، بالإضافة إلى الغموض الذي يحيط بالمراكز الاستثمارية نتيجة الإغلاق الحكومي الأمريكي وانتهاء موسم الشراء الذهبي في الهند.

في ظل هذه التطورات، انخفض الطلب على الملاذات الآمنة مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ لعقد اجتماع الأسبوع المقبل لتسوية الخلافات التجارية بين البلدين، إلى جانب انتهاء موسم الشراء الموسمي في الهند، أحد أكبر مستهلكي الذهب عالمياً.

وأشارت المؤشرات الفنية، بما في ذلك مؤشر القوة النسبية، إلى أن موجة الصعود القوية التي بدأت في أغسطس بلغت مستويات تشبع شرائي مرتفعة. كما ساهم صعود مؤشر الدولار (.DXY) بنسبة 0.4% منذ بداية الأسبوع في رفع تكلفة المعادن المقومة بالدولار بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

وكان الذهب في طريقه لتحقيق أكبر انخفاض يومي منذ خمس سنوات، الثلاثاء، إذ انخفض الذهب الفوري بنسبة 4.9% إلى أدنى مستوى له في أسبوع عند 4,143 دولاراً للأونصة، اعتباراً من الساعة 11:49 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:49 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر تراجع منذ أغسطس 2020.

بلغ الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة عند 4,381.21 دولار يوم الاثنين، بعد أن قفز بنحو 60% منذ مطلع العام، مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، ومشتريات البنوك المركزية المستمرة. وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 6.8% إلى 48.89 دولاراً للأونصة.

وسجّلت الفضة تراجعاً حاداً ساهم في دفع سوق المعادن النفيسة ككل نحو الأسفل. ويُنظر إلى مستوى 54 دولاراً كقمة قصيرة الأجل، وفي ظل تذبذب المشاعر تحت حاجز 50 دولاراً، من المرجح أن تتداول الفضة بشكل جانبي مع تقلبات كبيرة طالما ظل الذهب ثابتًا نسبياً.

في أماكن أخرى، انخفض البلاتين بنسبة 5.4% إلى 1,550.10 دولار، وخسر البلاديوم بنسبة 5.1% ليصل إلى 1,425.19 دولار.

ويترقب المتداولون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر سبتمبر يوم الجمعة، والذي تأخر نشره بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر. وتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيسجّل ارتفاعاً بنسبة 3.1% على أساس سنوي.

توقعات خفض الفائدة تدعم التفاؤل على المدى المتوسط تتوقع الأسواق أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه السياسي الأسبوع المقبل. ويُعرف الذهب، باعتباره أصلاً لا يدر عائداً، بأدائه القوي في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وقال كبير محللي السوق في شركة “KCM Trade” تيم ووترر لرويترز: “عمليات جني الأرباح وتراجع تدفقات الملاذات الآمنة تسببتا في الحد من ارتفاع أسعار الذهب اليوم… وأي تراجعات في الأسعار ستُعد فرصاً للشراء طالما واصل الفيدرالي نهجه الحالي في خفض معدلات الفائدة”.

وأضاف ووترر: “الارتفاع الحالي في أسعار الذهب لا يزال يمتلك مجالاً إضافياً للصعود، ما لم تُظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مفاجآت صعودية غير متوقعة”.

وتُظهر أداة “CME FedWatch” أن الأسواق تُسعّر بالكامل خفضاً لمعدلات الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية هذا الشهر، وخفضاً آخر في ديسمبر كانون الأول. (EURONEWS)

مشاركة المقال: