في تطور سياسي لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين 12 أيار، أنه يفكر جدياً في رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد استفسار مباشر من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وقال ترامب للصحفيين قبيل توجهه إلى جولة في الخليج تشمل قطر والسعودية والإمارات: "قد نرفع العقوبات عن سوريا لأننا نريد أن نمنحهم بداية جديدة... كثيرون سألوني عن هذا الأمر، والطريقة التي نفرض بها العقوبات لا تمنح السوريين فرصة حقيقية".
جهود سورية لكسب واشنطن
تأتي هذه التصريحات وسط تحركات سورية حثيثة لتنفيذ الشروط الـ12 التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات، في إطار ما يبدو أنه سعي دبلوماسي جديد لإعادة العلاقات بين البلدين. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كان يسعى للقاء ترامب خلال جولته الخليجية لمناقشة سبل تخفيف العقوبات.
لقاءات رفيعة وترتيبات استراتيجية
وبحسب مصادر "رويترز"، فإن اجتماعًا أمريكيًا-سوريًا عالي المستوى يُرتقب عقده خلال الأسبوع الجاري في الشرق الأوسط، دون أن يشمل لقاءً مباشرًا بين ترامب والشرع. المصادر المطلعة كشفت أيضًا عن خطة سورية تتضمن بناء برج ترامب في دمشق، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتأمين وصول أمريكي إلى موارد النفط والغاز السورية، كجزء من استراتيجية الشرع لجذب اهتمام البيت الأبيض.
دور نشطاء وسطاء من واشنطن والخليج
الوكالة نقلت عن ناشط أمريكي مؤيد لترامب، يُدعى جوناثان باس، أنه اجتمع مع الشرع في دمشق بتاريخ 30 نيسان الماضي لمدة أربع ساعات، برفقة شخصيات سورية وخليجية، لمحاولة التوسط في صفقة محتملة بين الشرع وترامب. وأكد باس أن الشرع "يريد صفقة اقتصادية لمستقبل سوريا"، تتضمن التعاون في ملفي الطاقة ومكافحة النفوذ الإيراني، إلى جانب التفاهم مع إسرائيل. وأشار إلى أن الشرع "يرغب ببناء برج ترامب في دمشق، ويسعى لتحقيق السلام مع الجيران"، واصفًا هذا التوجه بأنه مفيد للمنطقة ولإسرائيل على حد سواء.
شروط أمريكية إضافية
في سياق متصل، نقلت "رويترز" أن اجتماعًا سابقًا في نيويورك بين وفد أمريكي ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، كشف عن عدم رضا واشنطن عن الخطوات السورية الحالية. وطالب الأمريكيون بطرد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا في الجيش، ورفعت وزارة الخزانة الأمريكية عدد الشروط المطلوبة من دمشق لأكثر من 12 بندًا.
وثيقة سورية ترد على المطالب
ووفق ما كشفته "رويترز" في 26 نيسان، فقد تسلمت واشنطن وثيقة من أربع صفحات من الجانب السوري، تضمنت ردًا رسميًا على الشروط الأمريكية، مع تنفيذ أغلبها، بينما علّق البعض الآخر على "تفاهمات متبادلة" يُفترض التوصل إليها لاحقًا.