الثلاثاء, 3 يونيو 2025 01:47 AM

هل يهدد "الثالوث غير المقدس" الاقتصاد السوري؟ نظرة نقدية لدور المؤسسات الدولية

عبد اللطيف شعبان - يتناول كتاب "الثالوث غير المقدس"، الصادر عن وزارة الثقافة السورية، نقدًا للدور السلبي للمؤسسات الاقتصادية الدولية الكبرى: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

يؤكد مؤلفو الكتاب أن هذه الجهات تفرض سياسات اقتصادية نيوليبرالية كشروط على القروض، مما أثر سلبًا على اقتصادات العديد من البلدان. ورغم ذلك، تمكنت بعض الدول من النهوض بفضل عوامل متكاملة واستثمار جيد من قبل اقتصادييها.

قبل حوالي عشرين عامًا، روج بعض المسؤولين السوريين لطروحات اقتصادية بشأن التعامل مع هذا الثالوث، لكن اقتصاديين وإعلاميين سوريين تصدوا لتلك الطروحات، منتقدين دور البنك الدولي في السياسة الاقتصادية السورية ومحذرين من مخاطر ذلك على الاقتصاد والمواطن.

اليوم، هناك دعوات متجددة للتعامل مع هذا الثالوث، حيث زارت لجنة من صندوق النقد الدولي سوريا بهدف إعادة تأهيل الاقتصاد، ويعرض البنك الدولي نفسه في الساحة السورية بعد تسوية المتأخرات المستحقة عليه.

لحسن الحظ، الحكومة السورية متنبهة لذلك، حيث أكد وزير المالية أن سوريا لا ترغب في الاقتراض من المؤسسات الإقليمية والدولية، وأنها تعد ميزانية تركز على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين والاهتمام بقطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية.

تعتزم الدولة استغلال رفع العقوبات لإعادة ربط البنوك السورية بالنظام المصرفي العالمي، مع الاستفادة من الخبرات الفنية للمؤسسات الدولية ومساعدة الأشقاء العرب، وتوفير الظروف المواتية للقطاع الخاص لقيادة الاقتصاد.

سوريا منفتحة على المؤسسات المالية الدولية والإقليمية، لكنها حريصة على الاستفادة من الخبرات والمساعدات الفنية التي تقدمها هذه المؤسسات للنهوض بالاقتصاد، مع ضمان عدم الهيمنة الخارجية ووضع خطط تراعي العدالة الاجتماعية وتدعم الإنتاج المحلي.

يجب على الجهات الرسمية الاستفادة من خبراء اقتصاديين ورجال أعمال وطنيين مؤهلين لتجنب فرض سياسات خارجية قد تضعف السيادة الاقتصادية من خلال شروط قاسية كالخصخصة أو تهميش الإنتاج المحلي.

*الكاتب:عبد اللطيف عباس شعبان عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية- عضو مشارك في اتحاد الصحفيين السوريين (موقع أخبار سوريا الوطن-١)

مشاركة المقال: