استأنفت “دائرة الهجرة والتجنيس” في هولندا معالجة طلبات اللجوء للسوريين بعد أشهر من تجميد الإجراءات إثر سقوط نظام بشار الأسد. ويأتي استئناف معالجة الطلبات للاجئين السوريين بعد أن تم تعديل سياسة اللجوء تجاه سوريا والتي من شأنها أن تُصعب حصولهم على تصاريح إقامة.
وقالت خدمة الهجرة والتجنيس في هولندا، إنه يتوقع رفض عدد متزايد من طلبات اللجوء في المستقبل، موضحة أن هناك حوالي 17 ألف طلب لجوء قيد الدراسة من السوريين، الذين يشكلون أكبر مجموعة من اللاجئين في هولندا.
وأعلنت الحكومة الهولندية المؤقتة لتسيير الأعمال قبل أيام عن تعديل سياسة اللجوء بخصوص السوريين، معتبرة أن سوريا أصبحت أكثر أماناً وأقل خطورة على حياتهم بعد سقوط نظام الأسد وذلك بناء على تقرير وزارة الخارجية الهولندية الذي صدر قبل أيام وأظهر أن مستوى العنف في سوريا انخفض إلى أدنى درجاته.
وكتب وزير الهجرة واللجوء دافيد فان ويل (من حزب الشعب – يمين وسط) في رسالة إلى مجلس النواب قبل أيام أنه “يمكن إعلان سوريا آمنة لإعادة الكثير من السوريين إليها، يمكن تطبيق سياسة جديدة على جميع الطلبات المفتوحة والطلبات الجديدة للسوريين الذين سيتوجهون إلى هولندا”.
وأبلغ فان ويل هيئة الإذاعة الهولندية “NOS” أن إعادة السوريين إلى وطنهم أصبحت الآن أقل خطورة على حياتهم، وجاء في الرسالة: “بسبب سقوط نظام الأسد، يمكن التخلي عن المبدأ العام السابق للسياسة القائل بأن السوريين معرضون لخطر حقيقي بالتعرض لأذى جسيم عند عودتهم”.
وعلقت هولندا مؤقتاً في أوائل (كانون الأول) اتخاذ قرارات في طلبات اللجوء من السوريين بسبب الوضع في سوريا بعد سقوط النظام السابق.
فيما اعتبرت وزارة الخارجية الهولندية في تقريرها السنوي حول الوضع في سوريا مؤخراً، أن الوضع الأمني في سوريا حالياً “غير مستقر” و”هش”.
ومن المقرر إجراء تقييم آخر للمخاطر في أوائل 2026، لاتخاذ قرار حول مصير نحو 71 ألف سوري يحملون تصاريح إقامة مؤقتة، في هولندا، وفقاً لدائرة الهجرة والتجنيس “IND”.
وسبق وأعلن وزير الهجرة واللجوء الهولندي عن تقديم “دعم مالي” لمن يرغب بالعودة الطوعية من السوريين إلى وطنه، يتراوح بين 800 يورو للمساعدة الفورية وحتى 2000 يورو تُقدم على شكل تمويل دراسة أو مشروع تجاري.
يذكر أن يوروستات (Eurostat) كشف عن انخفاض طلبات اللجوء لأول مرة، بنسبة 13% العام الماضي، وهو أول انخفاض لها منذ عام 2020.
