الأحد, 27 يوليو 2025 09:14 AM

وداعاً زياد الرحباني: رحيل عملاق الموسيقى والمسرح اللبناني عن عمر يناهز 69 عاماً

وداعاً زياد الرحباني: رحيل عملاق الموسيقى والمسرح اللبناني عن عمر يناهز 69 عاماً

فقدت الساحة الفنية اللبنانية قامة كبيرة برحيل الفنان زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً فنياً غنياً في الموسيقى والمسرح. وقد أكد الفنان غسان الرحباني خبر الوفاة.

ولد زياد عاصي الرحباني في بيروت في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1956، وهو الابن البكر للسيدة فيروز والمؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر عاصي الرحباني. نشأ في كنف عائلة فنية عريقة، حيث كانت الموسيقى والإبداع جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

منذ صغره، أظهر زياد شغفاً كبيراً بالموسيقى، وبدأ بتعلم العزف على البيانو في سن مبكرة. وفي فترة المراهقة، بدأت موهبته الفذة بالظهور، خاصة عندما اضطر لتلحين أغنية "سألوني الناس" عام 1973 بسبب مرض والده. وكانت هذه الأغنية بمثابة أول عمل غنائي كامل له، ولكنه لم يعلن عن اسمه علناً في ذلك الوقت.

مع مرور الوقت، اتجه زياد نحو أسلوب فني مستقل ومغاير للأسلوب الرحباني الكلاسيكي. واختار المسرح كوسيلة للتعبير عن آرائه السياسية والاجتماعية. كتب مسرحيته الأولى "سهرية" وهو في السابعة عشرة من عمره، وتلتها أعمال مسرحية أخرى هامة تركت بصمة واضحة في المسرح اللبناني، مثل: "نزل السرور" (1974)، و"بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، و"فيلم أميركي طويل" (1980)، و"شي فاشل" (1983)، و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد" (1993).

تميزت مسرحياته باللغة العامية الساخرة، والمعالجة الجريئة لقضايا الحرب، والطائفية، والطبقية، والفساد، بعيداً عن التجميل والمبالغة. وكان زياد يقوم بكتابة النصوص، وتلحينها، وأحياناً المشاركة في التمثيل أو الإخراج، ليجمع بين مختلف جوانب العمل الفني.

في مجال الموسيقى، قدم زياد مزيجاً فريداً من الجاز والموسيقى الشرقية، وأصدر العديد من الألبومات المتميزة، مثل: "إلى عاصي" (1978)، و"بما إنّو" (1992)، و"مونودوز" (2001)، و"ماشي الحال" (2015).

كما لحّن عدداً من الأغاني لوالدته فيروز، من بينها: "كيفك إنت"، و"ولا كيف"، و"عودك رنان"، و"قهوة". وقد شكلت هذه التجربة المميزة بين الأم والابن علامة فارقة في مسيرته الفنية.

إلى جانب الفن، لم يخف زياد آراءه السياسية، وكان معروفاً بانتمائه إلى اليسار اللبناني، ودعمه لقضايا العمال والفقراء. وقد عبر عن هذه الآراء من خلال كتاباته، ومقابلاته، وبرامجه الإذاعية التي تميزت بأسلوب السخرية والنقد اللاذع.

تزوج زياد من دلال كرم، وأنجب منها ابناً واحداً، قبل أن ينفصلا لاحقاً. وعلى الرغم من أن حياته الشخصية بقيت بعيدة عن الأضواء، إلا أنها انعكست في أعماله الفنية التي حملت دائماً شيئاً من الحنين والتعب والغضب.

وعلى الرغم من غيابه عن الإعلام في فترات معينة، إلا أن حضوره ظل راسخاً في الذاكرة اللبنانية، من خلال موسيقاه ومسرحياته وكلماته التي أصبحت جزءاً من الثقافة الشعبية.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: