أصدرت وزارة التربية السورية اليوم تعميماً بمنع ترديد أي نشيد أو شعار في المدارس الحكومية والخاصة، وذلك ريثما يتم اعتماد النشيد الوطني والشعار الرسمي للوزارة وفقاً للأصول الدستورية والقانونية.
سناك سوري_ متابعات
وقد كلّفت الوزارة مديري التربية في جميع المحافظات بمتابعة تنفيذ هذا التعميم والالتزام الكامل بمحتواه، مع إبلاغ الوزارة عن أي مخالفات.
يأتي هذا التعميم بعد انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر ما يشبه "تحية العلم" في بعض المدارس بمناطق سورية مختلفة قبل دخول الطلاب إلى الصفوف. وتظهر بعض المقاطع طلاباً يرددون عبارات خلال ما يشبه "الاجتماع الصباحي"، بينما يقوم أساتذة بتلقين الطلاب ما يجب عليهم ترديده. في المقابل، قررت مدارس أخرى ترديد عبارات مثل "صباح الخير سوريا" أو "العلم نور والجهل ظلام" و"الرياضة حياة"، في ظل عدم وجود تعليمات واضحة بشأن ترديد الشعارات وعدم اعتماد نشيد وطني جديد رسمياً بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ويبدو أن معظم إدارات المدارس لم تتخلص بعد من ممارسات تعود إلى عهد "حزب البعث"، حيث تحولت المدارس إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، مع فرض اجتماع صباحي يتضمن ترديد شعارات تمجد "القائد" و"البعث"، بالإضافة إلى تنفيذ حركات عسكرية مثل "استعد" و"استرح". هذه الممارسات تحولت إلى تقاليد يصعب التخلص منها رغم مرور عقود على سقوط النظام.
عمل النظام السابق على مدى عقود على فرض أيديولوجيته على الطلاب بدءاً من المرحلة الابتدائية، من خلال إلزام الأطفال بالانتساب إلى "طلائع البعث"، ثم ضمهم إلى "اتحاد شبيبة الثورة" في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وصولاً إلى "اتحاد الطلبة" في المرحلة الجامعية. كان الهدف من ذلك هو ترسيخ أفكار "البعث" في أذهان الطلاب منذ سن السادسة، وفرض ترديد شعارات وأهداف الحزب كل صباح، في انتهاك لحقوق الطفل في حرية التفكير والتعبير دون فرض عقيدة السلطة الحاكمة بالإكراه واستغلال براءة الأطفال.
يذكر أن المادة الخامسة من الإعلان الدستوري تنص على أن شعار الدولة ونشيدها الوطني يحددان بقانون. وقد تم الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة لـ"سوريا" متضمنةً الشعار الجديد للدولة دون إقرار قانون بذلك، في حين لم يتم بعد اعتماد نشيد وطني رسمي للبلاد.