أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن مساحات واسعة من الأراضي السورية لا تزال تشكل خطراً داهماً على المدنيين بسبب ملايين الألغام المزروعة فيها. وأشار إلى أن هذه الألغام، التي خلفتها الميليشيات الإيرانية وتنظيم "دا.عش" والجيش السابق، تعيق بشكل كبير الجهود المبذولة لإزالتها.
جاءت تصريحات الصالح خلال ورشة عمل مشتركة بين وزارته واللجنة الدولية للصليب الأحمر، عُقدت في فندق "الداما روز" بدمشق. وقد خُصصت الورشة لبحث تأسيس مركز وطني متخصص في مكافحة الألغام، بمشاركة ممثلين عن جهات محلية ودولية معنية.
وأوضح الصالح أن عمليات المسح الميداني الشاملة لتحديد المناطق الملوثة بالألغام لم تكتمل بعد، ورجح أن تكون منطقة البادية هي الأكثر تضرراً نظراً لكثافة الألغام المزروعة فيها.
على الرغم من المحاولات المتفرقة التي جرت في السنوات الماضية لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، إلا أن غياب مركز وطني متخصص حال دون وضع خطة موحدة ومنسقة. ويهدف المشروع الجديد إلى تفعيل التعاون مع وزارتي الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى المنظمات المحلية والدولية التي تسعى للحصول على تراخيص للعمل في سوريا.
وأكد الصالح أن المركز المزمع إنشاؤه سيتولى قيادة العملية ووضع خطة وطنية شاملة لإزالة الألغام، مع إعطاء الأولوية للمناطق المدنية والزراعية، على أن يتم توسيع نطاق العمل لاحقاً ليشمل البادية والغابات. وأشار إلى أن هذه العملية معقدة وطويلة الأمد، مستشهداً بتجربة دول أخرى مثل ألمانيا التي لم تتمكن حتى الآن من التخلص من جميع مخلفات الحرب العالمية الثانية.