الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 06:14 AM

وصول أضخم شحنة نفط سعودية إلى سوريا عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب البحر الأحمر

وصول أضخم شحنة نفط سعودية إلى سوريا عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب البحر الأحمر

في إطار المنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية إلى حكومة دمشق، تتجه شحنة نفط سعودية ضخمة نحو سوريا، بهدف تأمين جزء من احتياجاتها من الوقود، خاصة لتشغيل المركبات ومحطات الكهرباء.

أظهرت بيانات حديثة، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة التي مقرها واشنطن، أن شحنة النفط السعودية محمّلة على متن الناقلة "بيتاليدي" (Petalidi) التي ترفع علم ليبيريا، وتقدر حمولتها بنحو مليون و71 ألف برميل. وأوضحت صور الأقمار الاصطناعية وبيانات تتبع الناقلات أن السفينة حُمّلت بخام الحوت من الخفجي، ثم توقفت في رأس تنورة، لأخذ مكثفات حقل الخف لمزجها مع خام الحوت، بهدف تحقيق المواصفات المناسبة لمصفاة بانياس السورية.

كشفت مصادر مطلعة، في تصريحات خاصة، عن أسباب توقف الناقلة التي تحمل شحنة نفط سعودية إلى سوريا في أكثر من موقع، مشيرة إلى أن الأنواع التي تتناسب مع المصافي السورية غير متوفرة في ينبع على البحر الأحمر. وتظهر صور مسار شحنة النفط السعودية إلى سوريا التي حرصت على تجنب العبور من البحر الأحمر رغم قصر المسافة، وسلكت طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.

أوضحت المصادر أن مرور الناقلة حول أفريقيا يعود إلى عاملين رئيسيين: أولاً، امتلاء خزانات النفط في سوريا، وعدم وجود مكان لتخزين أي نفط يصل إلى البلاد في الأيام المقبلة، مع توقع توفر مكان بعد نحو شهر من الآن، لذا جُدول وصول ناقلة النفط في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني. ثانياً، عوامل متعلقة بتكلفة التأمين والسلامة، أسهمت في اختيار مسار السفينة حول أفريقيا؛ إذ إن تكاليف التأمين في البحر الأحمر عالية بسبب استمرار هجمات الحوثيين على السفن.

تُعد الشحنة الحالية جزءاً من المنحة التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية إلى سوريا، والتي يبلغ إجماليها 1.65 مليون برميل نفط خام. وتشير قاعدة بيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة إلى أن هذه الشحنة تُعد أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا؛ إذ لم تستورد سوريا تاريخياً أي شحنات من النفط السعودي.

وكان وزير الطاقة السوري محمد البشير قد أكد، في تصريحات سابقة، أن شحنة النفط السعودية إلى سوريا ستُوجّه لتشغيل مصفاة بانياس لعدة استعمالات، أبرزها توفير الوقود للمركبات، وضمان استدامة عمل.

مشاركة المقال: