الأحد, 16 نوفمبر 2025 01:29 AM

يوم الحوار السوري: مناقشات حول العدالة الانتقالية وتمكين الشباب ومستقبل التعافي المستدام

يوم الحوار السوري: مناقشات حول العدالة الانتقالية وتمكين الشباب ومستقبل التعافي المستدام

دمشق-سانا: استضاف قصر المؤتمرات بدمشق فعالية "يوم حوار مع المجتمع المدني السوري"، حيث شهدت الفعالية سلسلة من جلسات الطاولة المستديرة التي تناولت قضايا أساسية تهدف إلى تعزيز الشفافية والتعاون وبناء شراكة متينة بين المجتمع المدني والحكومة في سوريا.

العدالة الانتقالية والمفقودون

افتتحت الجلسات بمناقشة محورية حول أهمية العدالة الانتقالية وقضية المفقودين. أكد الدكتور محمد رضا جلخي، رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، على أن ملف المفقودين يعتبر من بين أكثر الملفات تعقيداً نظراً لوجود آلاف الحالات، مشيراً إلى أنها تمثل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم المعاصر. وشدد على ضرورة إيجاد مقاربة تجمع بين العدالة الانتقالية وقضية المفقودين لتحقيق سلام دائم ومصالحة حقيقية.

تمكين الشباب السوري

ركزت الجلسة الثانية على موضوع تمكين الشباب، حيث أوضح سعد الدين موقت، مدير منظمة "هاند" للتعليم والتدريب المهني، أهمية إصلاح الأنظمة التعليمية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من الوصول إلى الفرص الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على دعم مبادرات الشباب في التغيير الاجتماعي والسياسي ومساعدتهم على تجاوز العقبات المتعلقة بالتعليم والعمل.

البيئة ودور المجتمع المدني

استعرض أحمد موسى الهشلوم، مدير منظمة "إنماء"، أدوار الجهات المعنية في حماية الحيز المدني، وذلك في جلسة بعنوان "حيز للتعبير.. قوة للتغير". وأكد على أهمية تمكين المجتمع المدني ليقوم بدوره في هذا المجال، مع الإشارة إلى أبرز التحديات التي يواجهها والآليات والاستراتيجيات الممكنة لمعالجتها، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز الأطر القانونية لحماية هذا الحيز.

مشاركة المواطنين في الحوكمة وبناء المؤسسات

في جلسة حول المشاركة المدنية والحوكمة، أشارت رنا شيخ علي، مديرة مبادرة "دارة سلام"، إلى أهمية الشراكة بين المواطنين والمجتمع المدني والحكومة. وأكدت على أن الشفافية تشكل أساساً لبناء أو استعادة الثقة بالمؤسسات، وضرورة تشاركية صياغة القوانين وسيادة القانون، وأهمية شمول الفئات المهمشة تاريخياً في عمليات صنع القرار.

التماسك الاجتماعي وصنع السلام

خلال جلسة حول التماسك الاجتماعي، تحدث سامر أسود، الشريك المؤسس في مؤسسة "أفكار بلاس"، عن أهمية تطبيق التماسك الاجتماعي عملياً على أرض الواقع، وإمكانية صناعة السلام عبر الاقتصاد والمشاريع الصغيرة. وأشار إلى أن تمكين الشباب ودعم ريادة الأعمال يمكن أن يسهم في بناء سلاسل قيمة مشتركة تعزز التماسك بين مختلف المناطق السورية.

الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التعافي والاستدامة

في جلسة تناولت الانتقال إلى التعافي، أوضحت هبة عز الدين، المديرة التنفيذية لمنظمة "مساواة وتمكين"، ضرورة الانتقال من الاعتماد على المساعدات الإنسانية إلى دعم أكثر استدامة ومرونة، مشددة على أهمية خلق فرص عمل للسوريين وإشراك القطاع الخاص ضمن سياسات تراعي النساء وذوي الإعاقة، وبما ينسجم مع إطار التعافي في سوريا.

اختُتمت أعمال المؤتمر بجلسة ختامية قدم خلالها المشاركون أهم القضايا والطروحات التي نوقشت مع عدد من ممثلي المنظمات الأممية والمجتمع المدني السوري والناشطين المحليين والدوليين في حقوق الإنسان.

ويعقد "يوم الحوار" بالتعاون بين الحكومة السورية والاتحاد الأوروبي، وبحضور شخصيات محلية ودولية، وهو يأتي ضمن إطار مؤتمر بروكسل السنوي حول سوريا، ودعم الاتحاد الأوروبي للشعب السوري، ويوفر منصة تفاعلية للحوار مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العاملة في سوريا والمنطقة، بهدف تبادل وجهات النظر والخبرات والمساهمة في صياغة السياسات التي توجه الدعم الدولي.

مشاركة المقال: