عودة إلى الموت: الأفاعي السامة تتربص بالعائدين إلى ريف إدلب الجنوبي


هذا الخبر بعنوان "ريف إدلب الجنوبي: عودة محفوفة بالخطر.. الأفاعي تلاحق العائدين" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٨ أيار ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
في ريف إدلب الجنوبي، يواجه الأهالي العائدون إلى بلداتهم المدمرة خطرًا جديدًا: الأفاعي السامة التي انتشرت في المنازل المهجورة والحقول. لم تكن آثار الحرب وحدها هي التحدي، بل وجدت هذه الكائنات السامة في المناطق المدمرة بيئة مثالية للتكاثر.
عاد العديد من السكان إلى بيوتهم المدمرة جزئيًا أو كليًا، بحثًا عن بصيص أمل. لكن الواقع كان مريرًا. يقول عبد الله الطويل، من بلدة معرة حرمة، إن الركام الناتج عن القصف والتدمير، بالإضافة إلى أعمال التخريب والنهب، تحول إلى مأوى للزواحف السامة. ويوثق الطويل، كناشط إعلامي، حجم الكارثة التي تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال والنساء. ويضيف: "صُدمت من حجم انتشار الأفاعي التي تظهر يوميًا في الأحياء المأهولة، وغالبًا ما تُقتل بأدوات بدائية".
أوضح الطويل أن عمليات النهب والتخريب التي نفذتها مجموعات مدنية، أدت إلى تفريغ المنازل وتركها عرضة للانهيار، مما خلق أكوامًا من الحطام وبيئة رطبة مناسبة لتكاثر الأفاعي والعقارب، خاصة في منطقة جبلية مليئة بالمغارات والحفر. ويتابع: "في المركز الصحي، رأيت الأهالي يحيطون بأفعى ضخمة تمكنوا من قتلها، وأخبروني بعدم وجود أي مضادات أو وسائل حماية فعالة".
رغم المخاطر، كانت العودة حتمية للعديد من الأهالي. يروي الطويل قصة رجل عاد لزيارة قبر ابنه: "قال لي: رجعت حتى زور قبر ابني اللي استشهد، والموت عندي صار أهون من القعدة في مخيمات الشمال". هذه الشهادة تعكس المأساة، حيث يضطر السكان للاختيار بين النزوح القسري والعودة إلى مناطق مدمرة مليئة بالأخطار.
تعيش الأمهات حالة من الخوف والقلق المستمر على أطفالهن، فاللعب خارج المنزل أو داخله أصبح مغامرة خطيرة. تقول ربيعة، من كفرنبل: "ما عاد نقدر نترك أولادنا يلعبوا برا، كل يوم نسمع عن أفعى طلعت، وأنا كل دقيقة بخاف يصير شي لابني الصغير". وتضيف: "لا يوجد شبك للنوافذ ولا أدوية في المراكز الصحية، ونحن نعيش على أعصابنا".
يطالب السكان الجهات الإنسانية والمنظمات المختصة بالتحرك العاجل لرش المناطق بالمبيدات، وتوفير الأمصال المضادة للدغات الأفاعي، وتنظيم حملات توعية، خاصة للأطفال. معاناة السوريين العائدين إلى قراهم شاهدة على فصول متعددة من الألم، لم يكن آخرها الحرب، بل ما خلفته من ركام ووحوش صامتة تختبئ فيه.
سياسة
سوريا محلي
سياسة
سياسة