مقابل تخفيف العقوبات: سوريا تعرض امتيازات مغرية لواشنطن وتقاربًا مع إسرائيل

كشفت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر متعددة، أن الحكومة السورية عرضت على الإدارة الأمريكية خطة استراتيجية تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين، تتضمن السماح ببناء "برج ترمب" في دمشق، والتقارب مع إسرائيل، وإتاحة الوصول الأمريكي إلى موارد النفط والغاز السورية، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق.

ونقلت الوكالة عن مصدر مقرّب من الرئيس السوري أن لقاءً مباشراً بين الرئيس أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا يزال ممكنًا خلال زيارة الأخير إلى الشرق الأوسط، إلا أن "انعقاد اللقاء لن يتأكد إلا في اللحظات الأخيرة".

كما أكدت رويترز، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن اجتماعًا سوريًا أمريكيًا رفيع المستوى سيُعقد خلال زيارة ترمب، لكنه لن يشمل لقاءً مباشرًا بين ترمب والشرع.

وأشارت الوكالة إلى أن الإدارة الأمريكية لم تصغِ بعد سياسة متماسكة تجاه سوريا، لكنها تتجه بشكل متزايد إلى التعامل مع دمشق من زاوية مكافحة الإرهاب. وظهر هذا التوجه – وفق التقرير – من خلال تشكيل الوفد الأمريكي الذي التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الشهر الماضي في نيويورك، والذي ضم مسؤولاً رفيعًا في ملف مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية.

وبحسب مصدرين مطلعين، أبلغ المسؤولون الأمريكيون الجانب السوري أن الخطوات المتخذة حتى الآن غير كافية، خاصة فيما يتعلق بملف إبعاد المقاتلين الأجانب عن المناصب العليا في الجيش السوري وطرد أكبر عدد ممكن منهم.

كما نقلت رويترز عن مصدر مطلع أن وزارة الخزانة الأمريكية قدّمت لاحقًا قائمة بمطالب إضافية للحكومة السورية، ليرتفع عدد الشروط الأمريكية إلى أكثر من 12 بندًا، تُعد ضرورية قبل الشروع في أي خطوات لتخفيف العقوبات أو تحسين العلاقات الثنائية.

تأتي هذه الأخبار في ظل توقعات بضغط قطري سعودي على الإدارة الأمريكية خلال زيارة ترامب لكل من الرياض والدوحة لتخفيف العقوبات عن سوريا، وكانت الولايات المتحدة قد وافقت قبل أيام على تمويل قطري لدفع رواتب موظفي القطاع العام في سوريا، باستثناء وزارتي الداخلية والدفاع، كجزء من تخفيف العقوبات الاقتصادية. هذا التمويل، الذي يُقدّر بـ29 مليون دولار شهريًا لمدة ثلاثة أشهر.