بعد رفع العقوبات: هل تتبدل الأحلام المؤجلة وتتحقق أبسط الأمنيات في سوريا؟


هذا الخبر بعنوان "رفعوا العقوبات.. فهل نحصل أخيراً على حياة لم نعرفها حتى قبل 14 عاماً؟" نشر أولاً على موقع snacksyrian وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٠ أيار ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
بينما نحتفل برفع العقوبات ويخترق أمل بسيط جدار القسوة التي نعيشها منذ أكثر من 14 عامًا، تتساءل جارتي الستينية مريضة السرطان: "هل ستتوفر الأدوية، هل سأستطيع شراءها كمواطنة بلا دخل دون أن أضطر إلى نشر عشر منشورات تسول عبر السوشيل ميديا؟".
سناك سوري-داليا عبد الكريم
بعيدًا في عمق الحي الذي أعيش فيه، يصرخ طفل مزق الفقر نعل حذائه البلاستيكي: "هل سيتوقف والدي عن الشكوى من القلة ويشتري لي حذاء جديد، هل سأتناول البوظة الحقيقية هذا الصيف؟". ربة المنزل التي تكابد كل صباح وتتفنن في ابتداع أصناف طعام لا تكلّف الكثير، بعد أن باتت طنجرة لحظة حلم تمرّ في رأس ممتلئ بالكوسا؟ على سيرة الأخيرة، جارتي الأخرى وبمجرد سماع الخبر الذي نتداوله الآن، أطلقت ضحكة مدوية كشفت فيها عن أسنانها التي لم يتبقّ فيها سن على سن، وهي تحمد الله من أن زوجها لن يشتري لها الكوسا الرخيصة كل يوم من أيام هذا الصيف، وقد يؤدي رفع العقوبات لتناول البطاطا مثلاً؟! جارتي تلك تودع أسنانها واحدًا تلو الآخر، مع احتمال آلام لا يعلم بها سوى الله، لأنها لا تمتلك ثمن زيارة طبيب الأسنان، أحد الأشخاص الذين حولتهم العقوبات إلى جذار و"بعبع شفط الأموال"؟!
هكذا أعلنوا، هل ستعود ورشات البناء لإعادة الإعمال، وتحيي الأمل من جديد في قلب عامل اليومية؟ أو سيبقى بانتظار مقاول يعطيه يوم عمل مجهد كامل بنصف أجر؟
هل سيتجرأ طلاب الجامعة على الحلم بالحصول على ما هو أبعد من دفتر وقلم وأجرة مواصلات، هل سيمتلكون القدرة على الحلم بلابتوب أم أنها ستبقى رفاهية "لناس مش من هون"؟!
العقوبات لم تكن فقط على الطيران والمصارف، كانت على أحلامنا الصغيرة، كهرباء، عطلة على البحر، شراء الطعام، تخيلوا بعد شهرين من اليوم، أن تفتح جارتي باب بيتها وتقول اشتريت الدوا بدون عناء، والولد الصغير الذي لم يعرف سوى طعم البوظة المغشوشة بات يعرف طعم الفريز؟
رفعوا العقوبات، يا الله كم وقعها غريب ومختلف، كأي مواطنة ومواطن سوري آخر، أحتاج أن أشعر أيضًا أننا أولوية، نعم، أشخاص مهمين حتى لو كنا أناساً عاديين، نمتلك قيمة، يُنظر لنا باحترام، نعيش حياة لم نعرفها حتى قبل 14 عامًا!
حسنًا، الآن تحديدًا، لا أريد العودة إلى ما قاله وزير الاقتصاد والصناعة "نضال الشعار" مؤخرًا، من ألا نبالغ برفع سقف التوقعات، أريد أن أرفع السقف لا لأصطدم به، بل لأذكّر من بناه أنه منخفض جدًا على أحلام من عاشوا طويلاً في الطابق السفلي من الكرامة.
اقتصاد
سياسة
سياسة
سياسة