ارتفاع التكاليف يعيق أهالي الرقة عن الحج رغم تحسن الأوضاع الأمنية


هذا الخبر بعنوان "قوافل الحجاج تنطلق من الرقة… والتكاليف تحرم كثيرين من أداء المناسك" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٨ أيار ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
انخفض عدد الحجاج المنطلقين من محافظة الرقة إلى الديار المقدسة هذا العام بشكل كبير، حيث لم تتجاوز النسبة نصف عدد الحجاج الذين أدوا المناسك في العام الماضي، بحسب ما أفادت به مصادر محلية ومكاتب تنظيم الحج في المدينة، في تصريحات خاصة لمنصة “سوريا 24”.
ويُعزى هذا التراجع الملحوظ إلى عدة عوامل، أبرزها الارتفاع الكبير في التكاليف، التي بلغت نحو خمسة آلاف دولار، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم أبناء المنطقة المنهكة اقتصاديًا بفعل سنوات من الحرب والانهيار المعيشي.
وفي هذا السياق، قال محمد الرجب، صاحب إحدى شركات السفر المتخصصة في تسيير أفواج الحجاج، في حديث لـ”سوريا 24″: “في مكتبي شخصيًا، قمت بتجهيز 250 حاجًا فقط هذا العام، بينما كان العدد في العام الماضي 1200 حاج. عمومًا، لم تتجاوز أعداد الحجاج في محافظة الرقة هذا الموسم نصف عددهم في العام الماضي، وذلك نتيجة الأوضاع المادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.”
وأضاف الرجب أن من بين الأسباب الأخرى لهذا الانخفاض اعتماد وزارة الأوقاف عبر هيئة الحج والعمرة كجهة رسمية وحيدة لتنظيم حج السوريين، بعد أن كان هناك نظام مزدوج يتيح لحجاج المناطق المحررة التسجيل عبر الائتلاف السوري والسفر عبر تركيا. وقال: “هذا التغيير قلّص الفرص أمام أهالي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام سابقًا، التي كانت تعتمد على طرق سفر بديلة أكثر مرونة.”
من جهته، تحدّث عبد الرزاق العلي (34 عامًا) لـ”سوريا 24″، موضحًا أنه تمكن هذا العام من التسجيل كمرافق لوالدته بعد زوال سيطرة النظام على المنطقة، وقال: “بعد سقوط النظام وبدء التسجيل، تقدّمت مباشرة بطلب للحج كمرافق لوالدتي وتم قبولي. نحن اليوم نستعد للسفر خلال أيام قليلة.”
“خلال السنوات الماضية، لم أكن أجرؤ على التقديم للحج بسبب المخاطر المرتبطة بالمرور عبر مناطق النظام، وحرمت والدتي من الحج لعدم توفر مرافق آمن لها.”
وفي تصريح لـ”سوريا 24″، قال مدين الأحمد (57 عامًا) إنه لم يتمكن من التسجيل هذا العام بسبب عدم امتلاكه جواز سفر، وأضاف: “لم أتمكن من استخراج جواز السفر سابقًا بسبب استحالة الوصول إلى مناطق النظام. وبعد سقوط النظام تقدمت بطلب للحصول على جواز سفر، لكن الإجراءات كانت بطيئة، وانتهت مهلة التسجيل قبل صدور الجواز.”
“الحج كان حلمًا بعيدًا، أما الآن، وبعد استعادة المؤسسات والإجراءات، أصبح بالإمكان السفر بحرية أكبر.”
من ناحيته، قال خالد العلي (54 عامًا) في حديثه لـ”سوريا 24″ إنه تقدّم مع زوجته لأداء مناسك الحج وتم قبولهما رسميًا، إلا أنه لم يتمكن من توفير المبلغ اللازم، وأوضح: “رغم قبولنا، لم أستطع تأمين تكلفة الحج المرتفعة، وهو أمر مؤسف جدًا بالنسبة لي ولزوجتي.”
رغم تحسن الأوضاع الأمنية في الرقة، لا تزال التكاليف المرتفعة والحواجز الإدارية تحول دون تحقيق حلم الحج لكثيرين. ويبقى الأمل معقودًا على تسهيلات مستقبلية تفتح الباب أمام المزيد من الراغبين في أداء المناسك.
سوريا محلي
سياسة
سوريا محلي
سوريا محلي