أمانة في زمن الأزمة: شابة سورية تعيد ذهباً ومدخرات ثمينة لصاحبتها

في موقف نادر ومؤثر، يعكس القيم الرفيعة والأمانة التي يتحلّى بها كثير من السوريين رغم الظروف الاقتصادية القاسية، أعادت الشابة "مرح سميح عرعور"، من مدينة السلمية شرق حماة، حقيبة نسائية تحتوي على نحو نصف كيلوغرام من الذهب ومبلغاً من المال إلى صاحبتها.

تعود تفاصيل القصة إلى محل "مرح"، المتخصص ببيع الألبسة المستعملة (البالة) في وسط مدينة السلمية، حيث وجدت حقيبة نسائية نسيَتها إحدى الزبونات. وبحسب ما روته لـ"زمان الوصل"، فإن السيدة كانت ترضع طفلتها خارج المحل، ثم دخلت لبعض الوقت وغادرت دون أن تنتبه لنسيان الحقيبة.

تقول مرح إنها حاولت اللحاق بالزبونة فورًا ولكنها لم تجدها، فاحتفظت بالحقيبة وأبقتها مغلقة، ولم تعبث بمحتوياتها. وبعد نحو ساعة، عادت السيدة في حالة من القلق الشديد، وسألت عن حقيبتها، فبادرت مرح إلى فتحها بحضورها، ليتبين وجود كمية كبيرة من الذهب ومبلغ مالي.

كشفت السيدة أن الذهب يمثل مدخرات زوجها، الذي يعمل في مهنة حرة، وأنها تحتفظ بالحقيبة دائمًا معها خشية فقدانها أو تعرض المنزل للسرقة، خصوصًا مع وجود بنات صغيرات في المنزل.

وأوضحت مرح أنها شعرت بالخوف في البداية، واستدعت بعض الجيران ليكونوا شهودًا على الواقعة، حتى لا تُتهم بشيء، لكنها شعرت بالاطمئنان حين تبيّن أن الحقيبة تعود إلى زبونة، وأن ما فيها هو تعب سنين طويلة من العمل والادخار.

وتعود جذور هذا التصرف النبيل إلى تربية مرح، فهي ابنة سميح عرعور المعروف في المدينة بأعماله الخيرية، منها تخصيص سيارته الخاصة لنقل مرضى السرطان والكلى مجانًا.

ويأتي هذا الموقف بعد حادثة مشابهة في المدينة، حين أعاد الشاب "حسان فرج" مبلغ 10 آلاف دولار وجده في محله الصناعي، مما يعكس القيم الأخلاقية العميقة التي لا تزال متجذرة في المجتمع السوري.

فارس الرفاعي - زمان الوصل