الأربعاء, 25 يونيو 2025 10:18 PM

العملة الرقمية السورية: هل هي الحل لأزمة السيولة والتضخم بعد رفع العقوبات؟

العملة الرقمية السورية: هل هي الحل لأزمة السيولة والتضخم بعد رفع العقوبات؟

بعد سنوات من العقوبات والانكماش، تتطلع سوريا إلى مرحلة جديدة مع قرار رفع العقوبات الأميركية، الذي اعتبر نافذة أمل لبدء مسار اقتصادي مختلف. لكن التحديات لا تزال قائمة، وعلى رأسها شح السيولة النقدية وتدهور الثقة بالعملة الورقية، وسط حديث عن استبدالها بعملة جديدة.

في هذا السياق، يبرز خيار العملات الرقمية كحل محتمل لأزمات النقد والتضخم والحصار المصرفي. فهل يمكن لإصدار عملة رقمية سورية أن يوفر أدوات جديدة للسيطرة على الكتلة النقدية وتجاوز العقبات التي فرضتها البنية المالية التقليدية؟.

يرى اقتصاديون أن الفرصة مواتية لسوريا للدخول في عصر الاقتصاد الرقمي، والاستفادة من رفع العقوبات لتطوير نموذج مالي حديث. وفي حديث لصحيفة الثورة، أوضح الخبير الاقتصادي محمد السلوم أهمية تبني سوريا لعملة رقمية وطنية، معتبراً أن رفع العقوبات يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة يجب استثمارها بذكاء.

وأشار السلوم إلى أن سوريا بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة شاملة لمنظومتها المالية وتحقيق استقلال مالي حقيقي. وأوضح أن التجارب الدولية، مثل فنزويلا التي أطلقت عملة (البترو) ونيجيريا التي أطلقت عملة (eNaira) والصين التي تعمل على (اليوان الرقمي)، تقدم مؤشرات على جدوى هذا التوجه.

وأكد السلوم أن العملات الرقمية لم تعد ترفيهاً بل ضرورة استراتيجية، خاصةً في دول تسعى لإعادة بناء نفسها. وأوضح أن إطلاق عملة رقمية سورية سيمنح البلاد أداة مالية سيادية يمكن استخدامها محلياً ودولياً بعيداً عن وساطة البنوك العالمية.

من الناحية الفنية، أكد السلوم أن اعتماد تقنية البلوك تشين سيساهم في تحقيق شفافية عالية في المعاملات المالية والحد من الفساد. وأشار إلى أن رفع العقوبات يمثل عاملاً حاسماً في تمكين سوريا من إطلاق عملة رقمية فعّالة.

ومع ذلك، حذر السلوم من تحديات تقنية وتشريعية كبيرة، مثل ضعف البنية التحتية الرقمية والحاجة إلى استثمارات ضخمة في مجالات الإنترنت والأمن السيبراني. وأكد على ضرورة بناء إطار قانوني واضح لتنظيم استخدام العملة الرقمية.

وأشار السلوم إلى أن العملة الرقمية يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تحسين الوصول إلى الخدمات المالية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب. وشدد على أن العملات الرقمية تمثل فرصة تاريخية لسوريا لإعادة تموضع البلاد اقتصادياً على الساحة الدولية.

وختم السلوم بالقول: "إذا أُحسن استغلال هذه اللحظة، فقد تكون العملة الرقمية السورية رمزاً جديداً لسيادة البلاد واستقلالها المالي".

جاك وهبه - أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: