دمشق-سانا: مع إطلالة فجر التحرير في الثامن من كانون الأول 2024، ورغم إخلاء بعض المناطق المحيطة بشركة كابلات دمشق، أصر الكادر المسؤول عن الحراسة والحماية على البقاء في مقر الشركة، ومواصلة واجبهم في حمايتها والحفاظ على آلاتها والمواد الأولية والجاهزة من العبث والسرقة.
أوضح معاون المدير العام ومدير الإنتاج في الشركة، المهندس زاد الكريم الحريري، في تصريح لمراسل سانا، أن الشركة تعتمد نظام الورديات في الحراسة على مدار الساعة، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة المنتشرة حول سور الشركة، لحمايتها من أي محاولة تسلل وسرقة لمحتوياتها. وأضاف: "في صباح يوم التحرير، حرصنا كموظفين في الشركة على التواجد فيها وحمايتها من أي محاولات للعبث بمحتوياتها أو سرقتها، والتي تقدر قيمتها بنحو تريليون ليرة سورية، موزعة بين الآلات والمواد الجاهزة والمواد الأولية".
وأشار المهندس الحريري إلى أنهم كثفوا الدوريات قبل يوم التحرير، خاصة وأن الشركة تحتوي على مواد يمكن أن تكون هدفاً للصوص والخارجين عن القانون. وكشف عن إحباط محاولة لسرقة 2 طن من كابلات النحاس، وتهريبها من السور المطل على منطقة السبينة، بفضل يقظة الحراس، مما منع سرقة أي مادة من الشركة والحفاظ على موجوداتها بالكامل.
وأكد الحريري أنه لم تتم سرقة أي قطعة واحدة من المعمل، وأنه بعد إجراء جرد لمحتويات الشركة بعد التحرير، تبين أن جميع المحتويات موجودة ولم يسرق منها أي شيء، وذلك بفضل المسؤولية العالية والحس الوطني لدى موظفيها.
من جهته، أوضح مراقب الدوام ورئيس وردية حرس، محمد عيسى، أنه في الساعة الثالثة ظهراً قبل يوم من التحرير، تم التواصل مع الإدارة بوجود تحركات كثيفة بمحيط الشركة وانسحابات في قطع النظام البائد في المنطقة الجنوبية. وعلى الفور، تم إعطاء التعليمات بتكثيف دوريات المراقبة على الباب الرئيسي وعلى سور الشركة، حرصاً على حماية مقدرات الشركة، كونها تعد ثروة وطنية.
وأضاف عيسى: "في صباح يوم التحرير، كانت هناك محاولات لاستغلال الوضع العام والدخول إلى الشركة وسرقة سيارات منها للفرار بها، من قبل عناصر النظام البائد، وتمكنا من منعهم وطردهم، وعلى الرغم من تهديداتهم بإطلاق الأعيرة النارية، إلا أننا بقينا متمترسين على باب الشركة وموزعين على أسوارها، منعاً من أي محاولات لدخولها وسرقتها".
"حميناها بدافع المسؤولية والواجب الوطني".. بهذه الكلمات بدأ مراقب الدوام، محمد غازي كمال، حديثه وأضاف: "قبل يوم من التحرير، كان هناك ازدحام شديد في محيط الشركة وإطلاق نار كثيف، ولخطورة الموقف، تم التواصل مع الإدارة لطلب المؤازرة من عدد من الحراس ممن منازلهم قريبة من الشركة، وبالفعل لبّى عدد من الحراس النداء وجاؤوا إلى الشركة بدافع المسؤولية والواجب الوطني تجاه هذا الصرح الصناعي".
وشدد كمال على حرصهم كعناصر حماية للشركة، على تكثيف الدوريات في ظل الوضع الاستثنائي، على الرغم من مساحة الشركة الكبيرة، إلا أنه تمت تغطيتها عبر الانتشار المنظم والتنسيق العالي. وبين أنه في تمام الساعة التاسعة مساء قبل يوم من سقوط النظام، كانت هناك محاولات لدخول الشركة من الباب الرئيسي بقصد السرقة، ظناً من السارقين بأن الشركة لا يوجد فيها حراس، ولكن تم التصدي لهم ومنعهم من الاقتراب، مع تدعيم النقاط الضعيفة، عبر تلحيم الأسلاك الحديدية الملاصقة للسور، التي حاولت مجموعات خارجة عن القانون تخريبها والدخول من خلالها للشركة.
الجدير بالذكر أن الشركة العامة لصناعة الكابلات بدمشق حاصلة على شهادة الأيزو 9001 منذ عام 2000، وتم تجديد شهادة الأيزو 2015/9001 في عام 2018 من شركة "كولتياس" البريطانية، وتم تجديدها أيضاً في عام 2022 من شركة "TOCS" إنترناشيونال كروب PIYLTD.