تتزايد درجات الحرارة بوتيرة أسرع من العام الماضي، مما ينذر بعواقب وخيمة على الأشجار المثمرة التي عانت من نقص الأمطار خلال فصل الشتاء. يظهر ذلك جلياً في ضعف العقد الثمري، خاصةً لأشجار التين والزيتون.
تشير أحدث البيانات إلى أن نصف مساحة أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط قد سجلت أعلى مستويات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في شهر يونيو الحالي منذ بدء الرصد قبل أكثر من عقد، وفقاً لتحليل وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات المرصد. هذه الظروف المناخية القاسية ستؤثر سلباً على المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة المتبقية، مما يؤكد مقولة "اكتمل النقل بالزعرور"، أي شتاء جاف وصيف حار.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل بدأ انخفاض مناسيب مياه آبار الشرب والآبار الارتوازية المستخدمة في ري المحاصيل، وهو ما يشغل بال الناس اليوم. ينابيع مياه الشرب مثل «طاحونة الحلاوة» و«أبو قبيس» وغيرها شهدت تراجعاً في مردودها وانخفاضاً في مناسيبها، ولو بشكل طفيف، بينما انخفضت مناسيب آبار المناطق الشرقية في ريف سلمية وما شرقها بشكل ملحوظ.
بالعودة إلى ضعف إنتاج أشجار الكرمة من التين والعنب والزيتون، فالوضع ليس جيداً. جولة واحدة في مناطق زراعة هذه الأشجار كفيلة بإثبات ذلك. من المتوقع أن يشهد موسم جني الزيتون هذا العام تراجعاً غير مسبوق، حيث لا توجد ثمار كثيفة، إن لم تكن معدومة، على العديد من الأشجار. تجار الزيت استبقوا الأحداث وراحوا يشترون صفائح زيت الزيتون بأسعار تتراوح بين ٤٥٠ ألف و٥٠٠ ألف ليرة، تحسباً لبيعها بـ ٨٠٠ ألف ليرة على الأقل عند تبيان نقص المادة في الأسواق.
أوضح عدد من مزارعي أشجار التين أن موسم هذا العام ليس كسابقه، فالجفاف وقلة الأمطار لم يوفرا مخزوناً كافياً للأشجار، وبدأت علامات الذبول تظهر عليها. بشكل عام، مواسم الأشجار المثمرة، بدءاً من التفاح والكرز مروراً بالحمضيات وأخيراً بالزيتون والتين، لم تكن على المستوى المطلوب، بسبب الجفاف وموجة الحر الشديدة التي تتصاعد منذ بداية شهر حزيران الحالي. فكيف سيكون الحال في شهري «التحاريق» تموز وآب؟
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية