إسطنبول-سانا: شاركت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية في فعاليات منتدى الترابط العالمي للنقل 2025، الذي عُقد في مدينة إسطنبول تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبدعم من البنك الدولي.
وقد جاءت مشاركة الهيئة ضمن الجلسة الإستراتيجية الرفيعة المستوى التي حملت عنوان "التحديات الناشئة أمام الترابط العالمي"، والتي تناولت التحولات الجيوسياسية والبيئية التي تواجه قطاع النقل، وخاصة الممرات البحرية الحيوية، بالإضافة إلى الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وألقى معاون رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية للشؤون الخارجية الدكتور قتيبة ناجي كلمة سوريا أمام ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، حيث استعرض التحولات التي تشهدها سوريا بعد أربعة عشر عاماً من الحرب والعقوبات، وأوضح الجهود المبذولة لإعادة بناء وتأهيل الموانئ والمنافذ الحيوية، وربطها بمنظومة النقل الإقليمي والدولي.
وأكد ناجي أن سوريا لم تعد عبئاً، بل تمثل فرصة إستراتيجية باعتبارها نقطة وصل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتتمتع بموقع جغرافي فريد على سواحل البحر المتوسط. كما شدد على أن إعادة ربط سوريا بالممرات البحرية الدولية أضحت ضرورة ملحة في ظل التهديدات المتزايدة التي تطال أمن وسلاسة سلاسل الإمداد العالمية.
ودعا ناجي إلى بناء آليات تعاون إقليمي لحماية الممرات البحرية والاستثمار المشترك في موانئ ذكية منخفضة الانبعاثات، وتوسيع الشراكة بين الحكومات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص، مع التأكيد على استعداد سوريا التام للانخراط الفعّال في هذه الجهود.
يذكر أن المنتدى شهد مشاركة واسعة من وزراء النقل، وممثلين رفيعي المستوى من منظمات دولية وإقليمية، ومؤسسات مالية كبرى، إضافة إلى خبراء وقادة من القطاع الخاص، وناقش أكثر من 20 محوراً من أبرزها الترابط المادي والرقمي، والتحول إلى النقل الأخضر، والأمن البحري والاستثمار في البنى التحتية الذكية.