الإثنين, 30 يونيو 2025 12:42 AM

أعزاز تحت وطأة الحر: أعطال الكهرباء تزيد معاناة الأهالي وتفاقم الأزمة الإنسانية

أعزاز تحت وطأة الحر: أعطال الكهرباء تزيد معاناة الأهالي وتفاقم الأزمة الإنسانية

تواجه مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي ظروفًا معيشية قاسية، تتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وانقطاعات متكررة للكهرباء. تعود هذه الانقطاعات إلى أعطال فنية ناتجة عن الضغط الهائل على الشبكة الكهربائية، خاصة خلال ساعات الذروة النهارية مع ازدياد استهلاك أجهزة التبريد.

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في وتيرة هذه الأعطال، مما أجبر السكان على التعايش مع الحر الشديد والظلام الدامس، في ظل عجز معظم العائلات عن توفير بدائل أو تحمل تكاليف المولدات الخاصة. يقول أحمد العمر، أحد سكان مدينة أعزاز: "الأعطال تتكرر يوميًا تقريبًا، خاصة وقت الظهيرة، ولا نملك أي وسيلة لتبريد منازلنا، حتى الماء في البرّاد لا يبقى بارداً، وننتظر لساعات ريثما تصل ورشات الإصلاح".

تعمل الشركة المشغلة للتيار الكهربائي في أعزاز على إرسال فرق صيانة ميدانية بشكل عاجل لإصلاح الأعطال وإعادة التيار تدريجيًا، إلا أن المشكلة تتكرر بسبب عدم قدرة الشبكة الحالية على استيعاب الطلب المتزايد. يوضح فني كهرباء أن "الشبكة في المدينة لم تُحدّث منذ سنوات، وهي غير مؤهلة لتحمّل حجم الاستهلاك الحالي، خاصة مع دخول أجهزة التبريد في أغلب المنازل، وارتفاع عدد السكان". وأضاف أن الأعطال تتوزع على عدة أحياء، وأن بعض الخطوط تتعرض لفصل تلقائي نتيجة التحميل الزائد، مما يُصعّب من السيطرة على المشكلة بشكل دائم.

تسببت هذه الأعطال في تأثيرات سلبية على القطاعين الصحي والمعيشي، حيث تم تسجيل حالات إرهاق حراري بين الأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى تعطل أجهزة تبريد الأدوية والمواد الغذائية في بعض المحال التجارية. وأكد عدد من الأهالي لـ "سوريا 24" أنهم يلجأون للنوم في الهواء الطلق أو استخدام مراوح يدوية، في محاولات بدائية لمواجهة موجة الحرّ، في ظل غياب حلول حكومية فعالة أو دعم من المنظمات الإنسانية.

يطالب سكان أعزاز الجهات المعنية بتوسيع قدرة الشبكة وتحديثها بشكل عاجل، وتوفير بدائل أو مساعدات تتيح لهم تجاوز فصل الصيف بأقل الأضرار، مؤكدين أن استمرار الوضع على حاله يُنذر بأزمة إنسانية صامتة، لا سيما مع تكرار موجات الحر في السنوات الأخيرة.

مشاركة المقال: