الإثنين, 30 يونيو 2025 06:50 PM

حلب: مطالب بتفعيل اتفاق الأحياء الكردية وتحسين الخدمات الصحية

حلب: مطالب بتفعيل اتفاق الأحياء الكردية وتحسين الخدمات الصحية

صالح سليم – حلب

في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية بمدينة حلب، وبعد سنوات من الحصار والمعاناة، يعلق السكان والمسؤولون آمالاً كبيرة على الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحكومة دمشق. يتضمن الاتفاق 14 بنداً، من أبرزها التنسيق المشترك لتقديم الدعم الصحي والفني بهدف تحسين الخدمات المقدمة للسكان. خلال السنوات الماضية، قامت الإدارة الذاتية بإدارة الأحياء الكردية في حلب عبر مجالس محلية، وتولت تسيير الأمور الخدمية والإدارية وتقديم الدعم للمشافي والمراكز الصحية.

الأحياء الكردية، وخاصة الأشرفية والشيخ مقصود، عانت من حصار خانق من قبل النظام السابق، لا سيما منذ بداية الاحتجاجات المناهضة له، مما أدى إلى شلل في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الخدمات الصحية، بحسب الدكتور عثمان شيخ عيسى، الرئيس المشترك للمجلس الصحي في الحيين. ومع اندلاع الحرب في سوريا، اشتد الحصار على الأحياء من قبل قوات النظام السابق، ورغم تدمير جزء كبير من البنية التحتية، لم تقدم الحكومة أي دعم يذكر.

يدعو “شيخ عيسى” الحكومة السورية الانتقالية في حلب إلى التعامل بجدية مع هذا الاتفاق والالتزام بتنفيذ بنوده في أقرب وقت ممكن. ويضيف لنورث برس: "نأمل، بصفتنا جزءاً من القطاع الصحي، ألا تكون هناك أية عوائق أو مخاوف تعيق تطوير آلية الاتفاق وتنقيتها من المشكلات والعقبات السابقة". خلال السنوات الماضية، فرض نظام الأسد الحصار لمرات عديدة على الأحياء الكردية عبر إغلاق الطرق المؤدية إليها، ومنع دخول المحروقات والمواد الأولية. كما كانت قوات الفرقة الرابعة سابقاً، التابعة لماهر الأسد، تفرض الإتاوات على دخول الأدوية والمواد الغذائية.

يطالب مسؤول المجلس الصحي في الحيين مديرية صحة حلب باتخاذ خطوات جادة لتنفيذ الاتفاق، بما ينعكس إيجاباً على حياة السكان.

وفيما يتعلق بالتواصل مع الجهات الصحية الرسمية في الحكومة السورية الانتقالية، يوضح رئيس المجلس الصحي أنه لا يوجد حتى الآن تواصل مباشر ومنظم مع مديرية صحة حلب، رغم وجود تنسيق مع مديرية صحة حلب – المنطقة الأولى في بعض الجوانب. ويضيف أنه حتى الآن، لم يتم عقد أي اجتماعات أو تشكيل لجان مشتركة لتفعيل آلية دمج أو تنسيق العمل بين القطاع الصحي في الحيّين ومديرية صحة حلب.

ويشير إلى أن المجلس يسعى لأن يكون جزءاً فاعلاً من هيكلية المديرية، خصوصاً فيما يتعلق بالميزانية السنوية المخصصة للقطاع الصحي في المدينة، آملاً أن يشمل الدعم المقدم للمراكز والمشافي في الشيخ مقصود والأشرفية، نظراً للكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة. ويضيف: "نأمل أن نكون من المستفيدين من هذه المخصصات، مع العلم أن مديرية صحة حلب تتلقى ميزانية خاصة من دمشق لتقديم الخدمات في المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية، بما في ذلك القطاعين الصحيين في الشيخ مقصود والأشرفية".

منذ إعلان البدء في تنفيذ بعض بنود الاتفاق، لم يعلق مسؤولون في مديرية صحة حلب التابعة للحكومة الانتقالية حول الشأن الصحي لنورث برس، مع التأكيد ضمن تصريح الدكتور فراس دهيمش رئيس دائرة برامج الصحة العامة بحلب على عدم توقف مديرية صحة حلب عن تقديم الخدمات في مختلف الأحياء، حتى في ريف حلب الشرقي الشمالي.

ويقول “دهيمش” لنورث برس، لا تزال المراكز الصحية مثل مركز الأشرفية ومركز الداء السكري تعمل، وهناك نقطة طبية في حي الشيخ مقصود يتم تزويدها بالأدوية وفرق اللقاح وعلاج اللشمانيا، مشيراً إلى أن “هناك خطط لإعادة تفعيل وتأهيل المراكز الصحية بعد استقرار الوضع الأمني.”

وفي الأول من نيسان/ أبريل الفائت، أعلنت الإدارة الذاتية بشمالي سوريا، عن اتفاق إداري، أمني وخدمي، بين مجلس أحياء حلب الكردية والإدارة السورية في حلب. وينص الاتفاق على الحفاظ الكامل على خصوصية الأحياء الكردية، بما يشمل الجانب الأمني والخدمي والإداري والثقافي والسياسي، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الخدمية والأمنية المعنية في مدينة حلب، مع إنشاء آليات خاصة لتحقيق ذلك.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: