الجمعة, 4 يوليو 2025 12:46 AM

التغير المناخي: كوارث تهدد العالم وسوريا في مقدمة المتضررين

التغير المناخي: كوارث تهدد العالم وسوريا في مقدمة المتضررين

عواصم-سانا: يواجه العالم تهديدات متزايدة في أمنه المعيشي والغذائي، بالإضافة إلى خسائر فادحة على مختلف الأصعدة، نتيجة للجفاف، واضطراب المناخ، والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وظهور الكوارث البيئية كالفيضانات وتدهور الغطاء النباتي. كل ذلك يعزى إلى "التغير المناخي".

لماذا يتغير المناخ؟ وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، فإن الأسباب الرئيسية للتغير المناخي تكمن في حرق الوقود الأحفوري، مما يزيد من الانبعاثات التي تحبس حرارة الشمس، وتؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. وبمرور الوقت، تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تغييرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة، مما يشكل مخاطر على البشر وجميع الكائنات الحية.

تجاوزت الخسائر خلال العام الماضي آلاف الضحايا ومليارات الدولارات، مما يجعل التغير المناخي قضية بيئية معقدة، تتفاقم تداعياتها وأشكالها مع استمرار الممارسات الضارة. يبقى الأمل معقوداً على استجابة الدول الكبرى، التي تتسبب أنشطتها في هذه الظواهر، للنداءات المتكررة للحد من الانعكاسات الكارثية للتغير المناخي.

تأثيرات تغير المناخ على سوريا والعالم: وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، فإن تأثيرات التغير المناخي هي "الأسوأ" على سوريا منذ حوالي 60 عاماً، وتهدد الأمن الغذائي لأكثر من 16 مليون شخص، بالإضافة إلى تهديد المحاصيل الزراعية.

لا تقتصر آثار التغير المناخي على سوريا فقط، بل يواجه العالم أجمع كوارث ينذر بها هذا التغير. تؤكد ذلك دراسة نشرت في مجلة "إيرث سيستم ساينس داتا"، والتي حذرت من التسارع في وتيرة تغير المؤشرات المناخية.

تتزامن تحذيرات العلماء من موجات حر أطول وأكثر حدة مع إجراءات احترازية أوروبية وتوجيهات للسكان بأن درجات الحرارة قد تتجاوز 40 درجة مئوية، مما يثير المخاوف من اندلاع حرائق الغابات. أعلنت السلطات في عدة مناطق إيطالية أنها تدرس حظر بعض أنشطة العمل خلال الساعات الأكثر حرارة، فيما حذرت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية في إسبانيا من أن شهر حزيران يقترب من أن يكون الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث ارتفعت درجات الحرارة في إشبيلية ومدن جنوبية أخرى إلى 42 درجة مئوية.

في النصف الشمالي من البرتغال، يبلغ خطر الحرائق أعلى مستوياته، وتواجه فرنسا موجة حر منذ أكثر من أسبوع، ووضعت 4 مناطق في جنوبها بحالة تأهب. تشهد اليونان أيضاً حرائق غابات ضخمة مع إجلاء السكان وإغلاق الطرق.

أظهرت دراسة أسترالية أن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يؤدي إلى خطر متزايد على حركة الطيران، خاصة عند الإقلاع والهبوط. ورغم ذلك، تقدم نحو ثلث سكان دولة توفالو الواقعة في المحيط الهادئ بطلبات للحصول على تأشيرة مناخية في أستراليا هرباً من التهديد المتزايد للتغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر.

قمة المناخ "كوب 30" والمخاوف من عدم تحقق أهدافها: من المقرر أن تستضيف البرازيل قمة المناخ "كوب 30" في تشرين الثاني من العام 2025، وهي قمة يعول عليها العالم لتحقيق تقدم سريع للسيطرة على ارتفاع درجات الحرارة. حذر الرئيس البرازيلي "أندريه رانها كوريا دو لاغو" من أن الفجوة المتزايدة بين تعهدات الدول وهدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتمسك بمعدل زيادة 1,5 درجة مئوية عن مستوياتها خلال الثورة الصناعية، يمكن أن يشكل نقطة توتر رئيسة خلال القمة.

تبقى الآمال معلقة بما يمكن أن تصل إليه القمة من قرارات سيكون لها بالغ الأثر على مستقبل البشرية، ومواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها وكوارثها التي تطال العالم بأسره.

مشاركة المقال: