الجمعة, 4 يوليو 2025 03:26 PM

صراع الشرق الأوسط: كيف نحمي كنوزنا الثقافية من خطر الحروب؟

صراع الشرق الأوسط: كيف نحمي كنوزنا الثقافية من خطر الحروب؟

أخبار سوريا والعالم/ في ظل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، تواجه المواقع الثقافية في كلا البلدين خطر التدمير نتيجة الضربات الصاروخية والقصف الجوي. هذا التهديد يلقي بظلاله على التراث الثقافي الغني للمنطقة، ويطرح تساؤلات ملحة حول كيفية حمايته.

المجلس الدولي للمتاحف، ومقره باريس والذي يضم 8000 من العاملين في المتاحف حول العالم، بمن فيهم خبراء من إسرائيل وإيران، أصدر تحذيراً عاجلاً بشأن "خطر متزايد" يهدد المتاحف والعاملين فيها في كلا البلدين، داعياً الأطراف المعنية إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية لحماية التراث الثقافي حتى في أوقات النزاع. ومع ذلك، أكدت فيليسيا شتيرنفيلد، رئيسة اللجنة الوطنية الألمانية، لـ DW أنه لا يمكنهم فعل أكثر من التحذير والتنبيه.

تعتيم إعلامي يحيط بالوضع على أرض الواقع، خاصةً مع القيود المفروضة على الصحافة الأجنبية في إيران. ومع ذلك، تشير المعلومات المتاحة إلى تفعيل خطط الطوارئ في كلا البلدين، حيث يسعى الخبراء جاهدين لتأمين الممتلكات الثقافية ونقلها إلى أماكن آمنة. لكن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أي أضرار قد وقعت بالفعل.

إيران، التي تمتلك تراثاً ثقافياً غنياً يضم 28 موقعاً من مواقع التراث العالمي لليونسكو وحوالي 840 متحفاً، قامت بتفعيل خطط لحماية هذا التراث. يوديث تومالسكي، رئيسة فرع طهران للمعهد الألماني للآثار، أشارت إلى أن إيران تمتلك هيئة تراثية منظمة ومهنية. وتواصل تومالسكي عملها من برلين، وتحافظ على التواصل مع شبكتها الإيرانية قدر الإمكان.

باربرا هيلفينغ، مديرة متحف الشرق الأدنى القديم في برلين، أكدت أنها كانت على اتصال مع زملائها في المتحف الوطني في طهران حتى اللحظات الأخيرة قبل انقطاع الاتصالات بسبب إغلاق الإنترنت. وأضافت أن المتحف ومبنييه الكبيرين قد تم إفراغهما، وأن القطع الأثرية تم نقلها على عجل إلى الأقبية، بينما تم تغطية القطع الحجرية الثابتة بأكياس رمل للحماية.

في إسرائيل، قام متحف تل أبيب للفنون بتأمين مجموعته الفنية في غرف ومستودعات تحت الأرض، بينما المتحف الإسرائيلي في القدس لا يزال مفتوحاً مع توفير ملاجئ للزوار في حالات الطوارئ.

لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو ستجتمع قريباً في باريس لمناقشة إدراج مواقع جديدة على قائمة التراث العالمي. وعلى الرغم من أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية ليست على جدول الأعمال، يبقى الأمل معلقاً على صمود وقف إطلاق النار.

حماية المواقع الأثرية المفتوحة يمثل تحدياً كبيراً، حيث لا يمكن حمايتها بشكل كامل، ولا يبقى سوى الأمل في أن تكون بعيدة عن الأهداف المحتملة. موقع طاق البستان الأثري، على سبيل المثال، يواجه خطر التضرر نتيجة القصف الجوي القريب.

يوجد حالياً تسعة مواقع تراث عالمي لليونسكو في إسرائيل، بما في ذلك "المدينة البيضاء" في تل أبيب وقلعة مسعدة ومدينة عكا القديمة. وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار لهذه المواقع.

المجتمع الدولي يولي اهتماماً خاصاً لحماية مواقع التراث العالمي، حيث تحظى بحماية رسمية بموجب اتفاقيات دولية مثل اتفاقية لاهاي لعام 1954 واتفاقية اليونسكو للتراث العالمي لعام 1972.

مشاركة المقال: