السبت, 5 يوليو 2025 01:06 AM

دير الزور: تفاقم تسول الأطفال ينذر بكارثة اجتماعية ويدق ناقوس الخطر

دير الزور: تفاقم تسول الأطفال ينذر بكارثة اجتماعية ويدق ناقوس الخطر

في تطور يثير قلقاً عميقاً، يتزايد انتشار تسول الأطفال في مدينة دير الزور ومناطقها الريفية، مما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية وتأثيرها المباشر على الفئات الأكثر ضعفاً وهشاشة.

يؤكد سكان المنطقة، حسب مراسل منصة سوريا ٢٤ في دير الزور، أن تسول الأطفال تجاوز كونه حالات فردية ليصبح ظاهرة جماعية تنذر بعواقب وخيمة على المجتمع. فالطفل الذي يُدفع إلى الشارع يُحرم من التعليم وحياة كريمة تضمن له حق اللعب والنمو الآمن، ويُنتزع من بيئته الطبيعية.

وبدلاً من أن تكون المدرسة مكاناً لبناء جيل المستقبل، أصبح الشارع مدرسة قاسية تعلم القسوة والانحراف.

شهادات من الميدان

شروق المحمد، من ريف دير الزور، صرحت لمنصة سوريا ٢٤ بأن "بقاء الأطفال في الشارع يعرضهم للأمراض والحوادث وسلوكيات خطيرة يصعب التخلص منها لاحقاً". وأضافت أن غياب الرقابة وانعدام المبادرات المجتمعية يزيدان من تفاقم المشكلة.

جميل الجاعد يصف المشهد المؤلم في شوارع المدينة قائلاً: "الأطفال يتنقلون بين المارة بوجوه شاحبة وملابس مهترئة، يعرضون سلعاً بسيطة أو يطلبون المال مباشرة، مما يثير الحزن والأسى. أين ذووهم؟ وأين المؤسسات المسؤولة عنهم؟". وتابع في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: "نخجل من هذا الواقع. من حق هؤلاء الأطفال أن يعيشوا في بيئة تحترم طفولتهم، لا أن يُتركوا فريسة للشارع والضياع".

خطة استجابة من الداخل

إيناس محمد، من إدارة مكتب حماية الطفل بريف دير الزور – خط الجزيرة، قالت لمنصة سوريا ٢٤: "ما نراه اليوم في الشوارع هو جرس إنذار يجب أن نسمعه جميعاً. لحماية هؤلاء الأطفال، نحن بحاجة إلى خطوات عملية ومتكاملة على عدة مستويات".

وحددت إيناس أبرز الخطوات المقترحة للحد من ظاهرة التسول:

  • إطلاق برامج دعم مباشر للأسر الأشد فقراً، وربط المساعدات بإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.
  • إنشاء مراكز رعاية نهارية تستقبل الأطفال وتوفر لهم التعليم والرعاية الأساسية بدلاً من الشارع.
  • تنفيذ حملات توعية مجتمعية تشارك فيها المدارس والمساجد والوجهاء المحليون، للحد من تطبيع هذه الظاهرة.
  • متابعة قانونية للأشخاص الذين يستغلون الأطفال في التسول تحت أي ذريعة كانت.
  • تفعيل فرق الاستجابة المجتمعية لرصد الحالات وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لها فوراً.

واختتمت إيناس حديثها قائلة: "إذا لم نتحرك الآن، سنخسر جيلاً كاملاً، وسنسأل أمام الله والتاريخ".

دعوات للإنقاذ

الواقع المؤلم دفع الأهالي للمطالبة بتحرك عاجل. عمر الأحمد، من سكان الريف، قال لمنصة سوريا ٢٤: "التسول بات مشهداً يومياً في دير الزور، والأطفال يتجولون بملامح حزينة وأجساد هزيلة، يحملون علب الحلوى أو حتى علب السجائر، يطلبون القليل ليعيشوا".

وناشد الأحمد المؤسسات الإنسانية والرسمية: "نطالب بتدخل سريع من الجهات المعنية ومؤسسات حماية الطفل، لوضع حلول حقيقية لهذه الظاهرة، وتأمين مستقبل آمن لهؤلاء الأطفال الأبرياء".

أزمة تستدعي تحركاً جماعياً

ما يحدث في شوارع دير الزور ليس تفصيلاً عابراً، بل إنذار يتطلب تحركاً عاجلاً من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية. فالتسول لم يعد مجرد طلب للمال، بل صرخة استغاثة من جيل ضائع يُفترض أن يكون أمل الغد، لا ضحيته.

مشاركة المقال: