في بادرة تعكس التعاون المثمر بين الأهالي والجهات الرسمية، بدأت في قرية زغير شامية بريف دير الزور الشرقي أعمال إنشاء محطة مياه جديدة بتمويل ودعم من المجتمع المحلي.
يهدف هذا المشروع إلى توفير مياه شرب نظيفة ومستدامة لسكان القرية والمناطق المحيطة بها، وذلك بعد سنوات طويلة من المعاناة بسبب نقص المياه وتدهور البنية التحتية.
أوضح مجد الأشرم، المتحدث باسم مكتب الإعلام في مؤسسة مياه دير الزور، أن هذا المشروع يعتبر من أهم أولويات تطوير البنية التحتية في المنطقة. وأضاف أن نسبة الإنجاز في الأعمال المدنية والإنشائية قد بلغت حوالي 40%، ومن المتوقع الانتهاء من جميع مراحل الإنشاء خلال شهرين.
وأشار الأشرم إلى أن ضخ المياه إلى المنازل سيبدأ فور الانتهاء من الأعمال وإجراء الفحوصات الفنية اللازمة، أي خلال شهر تقريبًا بعد اكتمال الإنشاءات. وأكد أن المصدر الرئيسي للمياه للمحطة هو نهر الفرات، حيث سيتم ضخ المياه عبر نظام تصفية وتعقيم حديث يضمن جودة المياه وصلاحيتها للشرب على مدار العام.
كما نوه إلى أن المحطة ستوفر كميات كافية من المياه الصالحة للشرب، وستدار وفق خطة تشغيلية مستدامة تضمن توزيعًا عادلاً بين جميع المناطق السكنية المستفيدة. وأشاد بالدور المحوري الذي لعبته المبادرة الأهلية في دفع عجلة المشروع، من خلال الدعم المادي والتنسيقي الكبير من أهالي القرية ومنظمات المجتمع المدني المحلية.
وأكد الأشرم أن استفادة الأهالي من المشروع لا تقتصر فقط على توفير مياه الشرب، بل تشمل المشاركة الفعالة في جميع مراحل المشروع، من خلال اللجنة المجتمعية المشكلة خصيصًا لهذا الغرض. وأضاف أن هناك آلية واضحة للإبلاغ عن الملاحظات أو الاحتياجات، حيث يتم التنسيق المستمر بين مديرية المياه واللجنة المحلية، سواء عبر اجتماعات دورية أو من خلال قنوات اتصال مباشرة، مما يتيح معالجة أي ملاحظات فورًا وضمان شفافية العمل.
وفيما يتعلق بشبكة التوزيع، أكد الأشرم أن شبكة المياه في قرية زغير شامية تغطي جميع المناطق السكنية داخل وخارج مركز القرية، بما في ذلك المناطق النائية. وأفاد بأنه سيتم رصد وربط أي منطقة سكنية جديدة بالشبكة فور توفر الإمكانيات، ضمن خطة توسعة مستقبلية تراعي النمو السكاني والاحتياجات المتزايدة.
يعتبر هذا المشروع نموذجًا يحتذى به في مناطق أخرى تعاني من تدهور البنية التحتية، حيث يظهر كيف يمكن للعمل الأهلي المدعوم بالكفاءات الرسمية أن يحقق نتائج ملموسة في تحسين الظروف المعيشية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية في ظل التحديات المستمرة.
وفي سياق متصل، أكد ماجد حطاب، مدير مجلس مدينة دير الزور، أن هناك جهودًا مستمرة للتخفيف من معاناة السكان وسط ظروف استثنائية وتحديات كبيرة، وأن المجلس يعمل على تقييم مستمر لاحتياجات المواطنين ومستوى رضاهم.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة دير الزور تواجه صعوبات عدة، من أبرزها: مشكلة الكهرباء، والقطاع الصحي، ومحطات المياه وضعف الشبكة فيها، إضافة إلى انقطاع الإنترنت وتدني جودة الاتصال، مما يعزل المدينة عن العالم ويعيق أي محاولة للتنمية أو التعليم أو حتى التواصل البسيط.