السبت, 5 يوليو 2025 01:07 AM

تحت وطأة الضغوط: حزب الله يراجع استراتيجيته بعد الحرب مع إسرائيل واحتمال تقليص دوره العسكري

تحت وطأة الضغوط: حزب الله يراجع استراتيجيته بعد الحرب مع إسرائيل واحتمال تقليص دوره العسكري

أفادت ثلاثة مصادر مطلعة بأن حزب الله بدأ مراجعة استراتيجية شاملة في أعقاب الحرب المدمرة مع إسرائيل، تتضمن دراسة تقليص دوره كجماعة مسلحة، مع عدم التسليم الكامل لسلاحه.

تعكس هذه المناقشات الداخلية، التي لا تزال في طور الإعداد ولم يتم الإعلان عنها رسميًا، حجم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها حزب الله المدعوم من إيران منذ التوصل إلى الهدنة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني.

تواصل القوات الإسرائيلية قصف المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله، متهمة إياه بخرق وقف إطلاق النار، وهو ما ينفيه حزب الله. يواجه الحزب أيضًا ضغوطًا مالية كبيرة ومطالبات أمريكية بتسليم سلاحه، بالإضافة إلى تراجع نفوذه السياسي منذ تشكيل حكومة جديدة بدعم أمريكي في فبراير شباط.

تفاقمت الصعوبات التي تواجه حزب الله بسبب التغيرات الكبيرة في ميزان القوى في المنطقة، خاصة بعد أن قضت إسرائيل على قياداته وقتلت الآلاف من مقاتليه ودمرت جزءًا كبيرًا من ترسانته في العام الماضي.

كما أطاح فصيل من المعارضة السورية المسلحة ببشار الأسد، حليف حزب الله، في ديسمبر كانون الأول 2024، مما أدى إلى قطع خط إمداد رئيسي للأسلحة من إيران.

وقال مصدر أمني في المنطقة ومسؤول لبناني رفيع المستوى لـ"رويترز" إن هناك شكوكًا حول حجم الدعم الذي يمكن أن تقدمه طهران، التي تخرج الآن من حرب شرسة مع إسرائيل.

وذكر مسؤول كبير آخر مطلع على المداولات الداخلية لحزب الله أن الجماعة تجري مناقشات سرية حول خطواتها المستقبلية.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن لجانًا صغيرة تجتمع شخصيًا أو عن بعد لمناقشة قضايا مثل الهيكل القيادي للجماعة، ودورها السياسي، وعملها الاجتماعي والتنموي، وأسلحتها.

وذكر المسؤول ومصدران آخران مطلعان على المناقشات أن حزب الله خلص إلى أن ترسانة الأسلحة التي جمعها لردع إسرائيل ومنعها من مهاجمة لبنان أصبحت عبئًا.

وقال المسؤول: "كان لدى حزب الله فائض قوة، كل تلك القوة تحولت إلى نقطة نقمة"، موضحًا أن حزب الله "ليس انتحاريا".

نما حزب الله تحت قيادة الأمين العام حسن نصر الله، الذي اغتيل العام الماضي، ليصبح لاعبًا عسكريًا في المنطقة بعشرات الآلاف من المقاتلين والصواريخ والطائرات المسيرة المستعدة لقصف إسرائيل. كما قدم الدعم لحلفائه في سوريا والعراق واليمن.

وقالت المصادر إن حزب الله يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما الصواريخ والطائرات المسيرة التي تعتبر أكبر تهديد لإسرائيل، بشرط انسحابها من الجنوب ووقف هجماتها.

لكن المصادر قالت إن الجماعة لن تسلم ترسانتها بالكامل. وقال حزب الله إنه يعتزم على سبيل المثال الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات باعتبارها وسيلة لصد أي هجمات في المستقبل.

ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على أسئلة ترتبط بهذه التغطية، كما لم تعلق اسرائيل وامريكا وايضا.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: