في ظاهرة لافتة في النظام التعليمي الألماني، نالت الطفلة لينا حيدر، البالغة من العمر 11 عامًا، شهادة الثانوية العامة (أبيتور)، لتصبح بذلك أصغر الخريجين من المرحلة الثانوية في ألمانيا.
تسلمت لينا شهادتها يوم الخميس في مدينة بون، وسط احتفاء واسع بمسيرتها التعليمية المتميزة التي استغرقت ست سنوات فقط. بدأت لينا رحلتها التعليمية بقفزات نوعية، حيث انتقلت مباشرة من الصف الأول إلى الخامس، ثم إلى الثامن، فالعاشر، فالحادي عشر، وأخيرًا إلى الصف الثاني عشر، حيث اجتازت الامتحانات النهائية بنجاح.
أكدت عائلة لينا أن علامات النبوغ ظهرت عليها في سن مبكرة، حيث كانت تعد حتى الرقم عشرة في عمر العامين، وتطلب قراءة الكتب ذات النصوص الطويلة منذ عامها الأول. وخلال جائحة كورونا، كانت تقرأ ما يصل إلى أربعة كتب يوميًا.
على الرغم من تفوقها، لم تخل سنوات الدراسة من التحديات. ففي المراحل الأولى، شعرت لينا بالملل من المدرسة الابتدائية لدرجة أنها كانت تدعي الشعور بآلام في البطن لتجنب الذهاب إليها. وفي عمر السابعة، التحقت بمدرسة ثانوية (Gymnasium)، لتبدأ مرحلة تعليمية أكثر ملاءمة لقدراتها.
الجدير بالذكر أن لينا، على الرغم من صغر سنها، أنهت قراءة أعمال أدبية معقدة مثل "فاوست 1" و"فاوست 2" للكاتب الألماني الشهير غوته. ولم تحدد لينا حتى الآن المجال الدراسي الذي ستتخصص فيه، وأشارت في تصريحات إلى أنها ترغب في استكشاف عدة تخصصات قبل اتخاذ قرارها النهائي.
تحضر لينا حاليًا بعض المحاضرات في تخصص الاقتصاد بجامعة بون، مما يعكس استعدادها المبكر للدخول إلى الحياة الجامعية.